mercredi 27 juin 2012

محافظ البنك المركزي و أقوى حكومة عرفاتها تونس.

40 commentaires
 تبدأ حكايتنا من بعد الإنتخابات بشوية، حيث  مصطفى كمال النابلي محافظ البنك المركزي بعد الإنتخابات بشوية  في  نوفمبر تقريب  أصدر تقرير يحذر فيه من ان تونس بدات تقرب من خط 90 يوم متاع التوريد وانو لازمنا نفكرو في مصادر تمويل من توة على خاطر في مارس عندنا كمبيال من قرض قديم لازمو يخلص، وبالطبيعة القروضات ما تخلص كان بالعملة الصعبة. في هاك الوقت، الجماعة بعثوه، وقالوا انو تقريرو سياسي يهدف إلى حطان العصا في العجلة و في هذا الرابط مثال على هذه الردود من أناس نجدهم مسؤولين اليوم. و كما هو  معلوم برنامج النهضة الإقتصادي كان  هو نفسو تقريبا برنامج السبسي إلي خدمو النابلي، مع إختلاف مصادر التمويل حيث انو النهضة قررت أنها تبعث الجي 8 والبلدان الأوروبية و تتلفت لإخوانها في الدين والله : بنو كشطة... و هذاكا علاش تقرير النابلي حطوه على جناب على أساس أنو إلي صحابو قطر والسعودية، ينجم يرقد و يتهنى في الثنية ولا خوف لا على فلوس ولا على مالية !

بعد ما تسلمت  الحكم، مشات الحكومة النهضاوية لقطر ياخي سي حمد  القاعد عليه للصباح قاللهم حاجتنا بيكم في قضية صغيرة : مؤتمر أصدقاء سوريا يرحم الوالد،  نحبو نستغلو صورة تونس مهد الربيع العربي و الثورات القوية جدا باش نفضوها مع سي بشار. الجماعة وافقوا من غير ما يحسبوا الحسبةو إلا يقراو العواقب متاع خطوة كيما هاذي... باش تشوفو كفاءة سي بوشلاكة.



جات العالم الكلو لتونس، وكانت قطر و صحابها يستناو في انو البيان الختامي يخرج بأنو المؤتمرين يعترفوا بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري، لكن كلينتون اجتمعت في الليل بالمرزوقي وقالتلو انو هاذي خطوة تعني التدخل العسكري وأنهم ماهمش باش يصدمو هكا في حكاية مدخلة فيها خشمها روسيا والصين وإيران  لا سيما أنهم ماعادش حربيين كيما قبل، وحتى ليبيا كان تتفكروا فرانسا القدام وأمريكا لتالي، عملة من عمايل ساركوزي ماشي في بالو كي باش يربح حرب باش ينتخبوه الفرانسيس ... ملخص الهدرة القطريين والخليجيين يحبوا على التدخل العسكري والأمريكان ما عينهمش ويحكيو على خطة  عنان متاع عندكشي  عندي..

يجي المرزوقي  نهار العرس و يبطل  ويخرج بيان دون مستوى آمال بني شلفوح : نعترف بالمجلس الوطني سوري كممثل لقوة المعارضة في سوريا... فدوا منو الخليجيين ومن النهضة عموما وقالولهم حتى الفلوس أنساو... هذا الكلو صار في فيفري... وليناش شهر قبل موعد الكمبيال وما عندناش منين ... يرجع الجبالي للسعودية وكان تتفكروا هاك التوسل و التمسكين وأرجوكم هبة وإن لم يمكن فبوديعة ... وبالرغم من التذلل هذاك الكل السعودية قالتلو آسف ...

الحاصل تكبسو كبسة باهية وحربطو للي لقاو البنك الكويتي إلي عطاهم قرض ب300 مليار بأنتيريس 3.5% كان تتفكروه  باش خرجوا من الحكاية، قرض بنسبة عالية لدرجة  انو  حتى بن علي ما عمرو ما خذاه ... هاذم اخواننا في الدين هاكم شفتوهم اش يعملوا، مقارنة بعبدى الأصنام من الجابونيين إلي يعطيو فينا في قروضات  بنسبة 0.95%.

 و  هاو سي وزير المالية يأكد الكلام هذا في الدقيقة 55 من الحوار إلي اجراه في قناة حنبعل:


المهم... وين يجي دورو  سي كمال النابلي في المسرحية هاذي  ... سي كمال النابلي يقال انو هو من كشف الحكاية هاذي ... يعني انو هو من كشف انو القرض هاذا ماخذينو باش نخلصو كمبيال... وبالطبيعة كي تولي معروف أنك من النوع إلي يكردي باش يخلص الكريدي القديم فمن الطبيعي جدا انو وكالات التصنيف العالمية، ومنها ستاندارز اند بور تطيحلك في تصنيفك الإئتماني إلى أقل درجة تسمحلك بالإقتراض : BBB - و هي طريقة إقتصادية باش تحذر الناس من أنها تسلفك فلوس لأنك ما عندكش باش تخلص، أو بالأحرى تخلص في الكريدي بالكريدي...

وهو كان نحبو نحكيو الحق، حكايات كيما هاذي ما تحتاجش انو محافظ البان المركزي يشهر بيها، لأن الحسابات مكشوفة والقروضات علنية... وأي كونتابلي يقراها الحسابات هاذي يفيق بالحكاية فما بالك ستاندارز اند بور ... أما الحكومة مكبشة في انو مصطفى كمال النابلي هو السبب في تخفيض التصنيف متاع تونس.  و من نهار إلي تسمعت الحكاية هاذي وفاحت والحكومة والمرزوقي يحبو يطردوه  ... ما شافوش الأغلاط متاعهم و قلة الكفاءة إلي وصلتنا لوضعية ولينا نساسيو  فيها ... وكبشو في النابلي ...

المشكلة فين، المشكلة في أنهم ما عندهمش بديل، اللهم الصادق شورو، خلي ينحيلنا التي أم أم (TMM) متاع الربا، خلينا نضحك ضحكة باهية... وبما انو المرزوقي تهنتل ثنتيلة خايبة خلاص نهار الأحد بعد ما سلمو  البغدادي المحمودي من غير ما يعلم، قرر انو يرجع الفازة، جاء يبربش في صلاحياتو باش يشوف شكون ينجم يطرد، ما لقى  كان محافظ البنك المركزي... ولى دز فازتو وأعلن عن اقالتو على صفحتو في الفايسبوك (الله غالب من كثر ماهو فاضي شغل ونهار كامل راكش على الأنترنات والفايسبوك، يحساب روحو يلعب في سيتيفيل على الفايسبوك) وفي نفس إليوم يرفض التوقيع على مشروع ترفيع حصة تونس  في  صندوق النقد الدولي بتعلة انو لازمنا ننظر في القروضات إلي قاعدين نخلصو فيهم قبل  ... 

و هو باش ما ناقفوش عند الحكاية هاذي بالذات، واحقاقا للحق، المشكل بين النابلي والحكومة فيه بعد تقني زادة. البنك المركزي هو من يتحكم في ال TMM  أو قيمة السوق المالية، و هو من إختصاصو حصريا.  عموما، ومع الكثير من التبسيط، كل ما  يطيح ال TMM كل ما يكثر تدوير الفلوس و يتشجع الإستثمار، أما يكثر الريسك زادة، بما انو TMM هو نسبة الفائدة متاع السلف بين البنوك في بعضها. ال TMM هذا من عهد بن علي ماشي ويطيح، وزاد البنك المركزي خفضو بنقطة كاملة في سبتمبر إلي فات ...

 لكن من نهار إلي شدت الترويكا الحكم، ومن نهار إلي أصدر البنك المركزي تحذيرو من اننا قربنا من الخط الأحمر متاع 90 يوم توريد (طحنا من 147 في آخر 2010,  113 يوم توريد آخر 2011 إلى 101 في أفريل إلي فات) وزيد من الفوق لاحظ البنك المركزي إنخفاض هام في الإيداع و إرتفاع عدد القروض الغير ناجعة، قرر البنك المركزي الرفع من ال TMM للمحافظة على التوازنات المصرفية، أو بالأحرى قرر انو ما يتدخلش بالطريقة إلي تضمن الإستقرار متاع المؤشر هذا، لأنو سيديجا في أفريل 2012 البنك المركزي يتدخل بقيمة 3.4 مليار دينار يوميا في المعدل و قرر بالإضافة إلى ذلك المحافظة على نفس نسبة الفائدة (taux d'intérêt directeur)... الحكومة طلبت من البنك المركزي انو يضاعف الجهد متاعو باش يتوافق هذا مع سياستها الإقتصادية إلي سيديجا تضحي بالمقدرة الشرائية باش تحافظ على العجز التجاري، ولكن البنك المركزي لما لاحظ انو التضخم خلط ل 5.4%  رفض انو ياخو خطوات من شأنها أنها تزيد الطين بلة، وتزيد تعمق التضخم (طبعان الفلوس مثلا) وهذا حفاظا على التوازن متاع السوق المالية المنخرمة أصلا، وعلى المقدرة الشرائية متاع المواطن و طلب من الحكومة أنها تنتهج سياسة إقتصادية حذرة... معناها البنك المركزي بطريقة تبسيطية جدا، رفض التضحية بالمقدرة الشرائية للمواطن مقابل تشجيع الإستثمار. بالطبيعة رأي البنك المركزي عندو تعليلاتو وإلي تقييمها يختلف من إنسان إلى آخر. لكن التعليلات التقنية موجودة و عندها مصداقيتها... و هذي  هي استقلالية البنك المركزي، إلي على فكرة يحكم فيه مجلس إدارة مش مصطفى كمال النابلي وحدو. (الأرقام المذكورة في الفقرة هاذي من تقرير البنك المركزي في أفريل 2012 وهذا ملخصو)

المهم، المشكل بين البنك المركزي و الحكومة فيه جوانب تقنية، فيها ساعات تفاصيل مملة، حاولت أني نبسطها لكن على ما يبدو المشكل الشخصي هو إلي عندو الأثر الأكبر في العلاقات بين النابلي والحكومة، إلي تحب بالسيف انو البنك المركزي يطاوعها في سياستها التضخمية، و ماهمش عاملين حتى ربع تقييم لاخطأهم على مستوى الديبلوماسية، على مستوى العدالة الإنتقالية إلي خلات سوق الإستثمار في حالة ركود... ووحل كل شيء في مصطفى كمال النابلي.

تي الحاصل ... مستوى هزيل جدا، ورداءة منقطعة النظير، وسياسة ناس عايقة، متاع أنا ما نغلطش، أنا أقوى حكومة في تاريخ تونس، أنا رئيس شرعي ... وكان ثمة مشكلة راهي من الاخرين، من المعارضة، من الأحوال الجوية ... صفر تحمل للمسؤولية : حسن واصل!

dimanche 17 juin 2012

اكرمو رحمة للوالد ...

40 commentaires
عندي قرابة جمعة  لا مسّـيتش الأنترنات، ما حكيت مع حتى مخلوق إفتراضي، وإلا حتى ركّـزت مع إلي صاير في هالبلاد، إلي مستانس عوجها و نذالة ناسها حاشى صلاحها ما يوصلوني كان عبر الأنترنات لأني بطبيعتي إنسان يكره الإنسانيّـة وما عندي حتى ربع حشمة باش نقولها، ولذا طول عمري ماذابيا نكون بعيد كل البعد الوجداني على كل مخلوق ما يعنيلي شيء، والناس في الواقع ما تعنيلي شيء إلى أن يحدث ما يخالف ذلك... سرّي ديما في قلبي و مشاكلي و أحاسيسي ماذابيا ما يدور بيها حد و ما يصقصي عليها حد و ما نعمّـل على حدّ... هكّـا نجمت نعيش في بلاد إلي فيها أي واحد يعرف عليك حاجة تخصّـك يا يذلّـك عليها يا يحاول يستفاد منها وهذي هي النذالة...

في عشية من عشيّـات الجمعة إلي فاتت، كلّـمني بابا في التليفون وقالي "وينك؟ ايجاني"... كنت في المطار نشيّـع في حبابنا ماشين لعمرة ولّـيت خليتهم وطرت طيران... الوالد مريض من البارح وأحوالو مش قد بعضها وبالرغم من التقريق و التخويف و الإستعطاف ما حبّـنيش نهزو للسبيطار الليلة إلي قبلها.... دخلت مع ماضي ساعتين نلقاه يلهث... وليت هزيتو لإستعجالي المنجي سليم على خاطرو سبقلو وانو عدى أيامات في قسم القلب لغادي ويعرفوه. مجتمع المعرفة إلي يحكيو عليه لقيتو  لغادي الكل كأنهم متفاهمين وعاطين لرواحهم موعد لغادي. و بحكم إلي أنا براني لغادي ما لقيت حتى حل آخر بخلاف أني ننتحل صفة طبيب لا سيما وأني في الطب مطّـلع  بحكم أني مغروم بيه و زيد إلي أكثر صحابي أطباء و زيد بالزهر تقريبا  البنات إلي عرفتهم الكل في حياتي أطباء.

الحاصل، نجحت في أني نطفّـي بكليمتين "فغزونسي" صعاب  السوجيقات إلي في باب  الإستعجالي إلي كان ديما مسكر الباب وما يحب حد يدخل، ونجحت باش نزرب الراديولق باش عملّلنا الراديو للوالد بالوقت و نجحت أني نطلع نتائج التحاليل في أقل من  ساعة. و مشيت بنفسي هبّـطت الطبيب المقيم متاع الكارديو باش يشوف الوالد، ولو أنّـي كنت عارف بالمسبّـق شنوة الدياقنوستيك من وقت إلي شفت الراديو و نتيجة البيوشيمي. و هذا الكل ومن ماضي ثلاثة للسبعة باش تلهاو بينا على قاعدة. و وقتها زادة سمعنا إلي ثمة حضر جولان في التسعة متاع العشية. ياخي مع الثمانية ونص، بعد ما تأكد ميا بالميا انو باش يشدو الوالد بحذاهم ولينا روحنا أنا والوالدة على أساس انو بابا باش يبات في الإستعجالي ومنو غدوة بعد ما يفضى سرير في الكارديو ينقلوه.

 منّـو غدوة مع العشرة متاع الصباح نكلم في الوالد و نعاود في التليفون نطيح على الريبوندور. استغربت و قلت ممكن طاحلو الشارج، نولّـي نحرّر  ماضي ساعة  وقت الزيارة و نمشي للسبيطار أنا و الوالدة، ندخلو للإستعجالي ما نلقاوش الوالد، نطلعو للتروازيام ونفليو البيوت بيت بيت وريحتو ما ثماش، نعاودو نهبطو للإستعجالي ونزيدو نثبّـتو  وباقي شيء. يقوللنا إمشيو لمكتب القبول تاو يقولولكم، وفي مكتب القبول، السيد يقوللنا :"أنا عندي فلان الفلاني مسجّـل في الإستعجالي، كان ما لقيتوهش راهو في التروازيام"...الحاصل كوّرو بينا كي كورة البينغ بونغ من سرفيس لسارفيس وأنا طالع هابط من ماضي ساعتين لقرابات الأربعة واش... وقتها عاودت مشيت لقسم الإستعجالي وقلتلهم أعطيوني نشوف كراسة القبول متاعكم، بصفتك شنوة، بصفتي طبيب كي العادة. وبما أني مانيش مستانس نقرا كتيبة الأطباء بسرعة، الطبيبة تقرا معايا و في ظرف بسيط سكرت الكراسة وهزتها ومشات تجري للشامبر متاع الديشوكاج... وكي خرجت قالتلنا إمشيو لمكتب الناظر العام متاع السبيطار.

نقعدو في مكتب هاك الناظر و معاه فرملية متحجّـبة و فرملي آخر يحكي بعشرة وافي قال شنوة في السبيطار كلو موثّـق وما ثماش تحريكة من غير أوراق وفي هاو عندو قداش من عام خدمة، والفرملية تحكيلنا مرّة على أمبيلانص هزّت مريض في الصباح لسبيطار اريانة وممكن يكون بابا و مرة أخرى تحكيلنا على الإيمان والدين وحكم ربي و في هاو فلانة جارتها ماتولها زوز من اولادها وراجلها  بدبّـوزة قاز و حديث أنا واحد من الناس ما يعنينيش على خاطر السؤال إلي دخلنا من أجلو هو "وينو بابا". نولي نهز روحي و نمشي لدوبلاريست عرفتها نهاراتها وجرات معايا وقت إلي كنت طالع هابط، كي شافتني قالتلي : بوك الدوام لله.

 نرجع بالوقت للوالدة، نخرجها من بيرو الناظر ونقولهالها كاش، يزي ما مهطلونا: بابا توفى! و ووقتها الفرملية تقوم وتقوللنا "الله غالب، من بكري نشوف فيكم طالعين هابطين ما نجمتش نقوللكم، شفتو إليوم في بيت الموتى و قعدت شاكة إلي هو تابعكم و ماك تعرف ساعات ناس تتنرفز و تقوم تكسر"... ما لقيت بيها وين، يا نشد الوالدة المنهارة وإلا نقوم نعيط ونصيح على الاستهبال و التمشوير و أطلع أهبط و هي في بالها وراكشة على روحها تستنى وقتاش نحنا نجيوها باش تعمللنا خطبة على الإيمان و القضاء والقدر.

بالوقت نكلم ولد عمتي و خالي إلي قالي إلي لازمني نلحق على البلدية باش ناخو شهادة وفاة باش انجم نروح ببابا. ما حضرت الشهادة الطبية كان في الخمسة وربع  وبالطبيعة وكايّـها بلاد من العالم الثالث البلديّـة إلي تسكّـر الستة كي تمشي مع الخمسة و نص تلقاها سيديجا مسكرة بالكوبة. خلط خالي، نعاودو نرجعو للسيد إلي في مكتب القبول، وحيّـد متديّـن، شارب محفوف وكبوس: "ألف وأعوذ بالله كان يخرج من غير شهادة وفاة إلي لازمها تطلع من بلدية سيدي داود بالذات" و بعثنا  مرة اخرى للبلدية على أساس انو فيها واحد يخدم برمانونس و نلقاوه في القهوة المقابلة للبلدية. مشينا ما لقيناهش بالطبيعة، نعاودو نرجعو،  وقعدنا في خوذ وهات للي جاء واحد آخر  يخدم في الكاسة  عظّـملنا  الأجر وقاللنا إلي حتى بلدية الجلاز تقضي وهايكا محلولة على طول.

نمشيو أنا وولد عمتي للجلاز. نخلطو مع حكاية السبعة واش... نلقاو زوز رجال تقوى و سبحة وما جميعو، حكى معاه ولد عمتي ومدلو الأوراق، السيد يقرا في الأوراق و وجهو يتلوّن: "لا هاذي ما نخدموهاش..." يا حاج  في طولك، إكرام الميت دفنه... وهو مكبش : "لا عندي عرفي والله يتبع فيا بالمليمتر والمرة إلي فاتت شعرة لا اطردت على حكاية كيما هاذي بالذات ..." يا حاج إنت المعلّـم توا ونحنا قاصدينك ما تخيّـبناش، الوالد متوفي من السبعة متاع الصباح  وتوّة كي قالولنا، ومستحيل يزيد ليلة في بيت الموت، خلّـيه يبات بين أهلو  قبل ما يتدفن... الحاج يحكّ  اللحية متاعو، و يحكي بلهجة إلّـي عامل مزية : "باهي هاني باش نحاول، أما نكلّـم  عرفي قبل" ويعمل روحو يكلّـم في واحد وهو لا تكلّـم ولا راس لمبوط، المخاطب الخيالي متاعو، ذات الاهية على ما يبدو، قالوا انده أقضيلو  ... الحاصل صاحبو الحاج الآخر هزّنا للبيرو وبدا يكتب في مضمون الوفاة و يعاودلنا في نفس القلم متاع راني عامل معاكم مجهود كبير. كي كمّـل،  ولد عمّـتي يغدرني و يمدّلو عشرة الآف بالوقت يحطّـهم في جيبو ويقوللنا بالحرف الواحد: "اسمعني، السيد الآخر هو إلي حركلكم، اكرموه ويرحم الوالد" ولد عمتي استلبس : " هاوكة عشرة الآف ليكم الزوز" يجاوبو لاخر " يا راجل، برى اكرمو رحمة للوالد"... يولي ولد عمتي يخلي عشرة الآف أخرى... قعدت أنا باهت كيفاه نحنا مغصورين على مضمون وفاة والسيد يكتب في عقلو وضارب عشرين دينار في جيبو، حطّـهم بالظبط وين حط السبحة قبل ما يبدا يكتب...

ما لقيتش الوقت باش نراجع إلي صار، لازمني نهزّـ المضمون ونخرج المرحوم  ونروّح بيه، ولد عمتي تكفّـل بالصندوق و كي دخلنا لبيت الموت جسّـيت الجيب متاع سروال الوالد، نلقى تليفونو في جيبوا مسكّـرينو، بالرغم إلي مازال فيه شارج... زدت دخلت بعضي  : لها الدرجة قلة الإنسانية؟ السيّـد مات، نسكرولو تليفونو وما نعلمو حدّ من عايلتو و خلّـيهم يتبهدلو طالعين هابطين يفركسو عليه ثماش ما يفقدو وحدهم الأمل باش نحنا نستغلو الضعف والتعب متاعهم و بشوية دين وإيمان ومواعظ نعوضو التقاعس على أداء الخدمة متاعنا...

لا يا سيدي، مانيش باش نضعف، وباش نستغل آخر رمق في القوة متاعي باش نقوللكم, وأعني معشر المرتزقة، إلي أنا نحتقركم، ونحتقر الإيمان متاعكم، ونحتقر الإلاه متاعكم... إلاه التقاعس والتظاهر بالعمل، إله الزهد والقميص و الرشوة تحت شعار الإكرام، إله النذالة وقلة الإنسانية. توّة بعد ما كمل الفرق، ومشاو الناس إلي نحترمهم بدرجات متفاوتة، وفرغت الدار باش الواحد ينجم يعزي روحو بروحو من غير ما يبدا يشوف في سرسوط منافقين جايين يتدوهنو... من غير ما يبدا حالل السطوش متاعو للمقاول إلي باش يبني القبر يسربي  في روحو باش تطلع فاتورة الزيارة  ميا  وستين دينار... من غير ما يبدا يدور ويلوج على مقرئين يقراو بالرسمي لوجه الله... باش في الأخير يمدّ "النصيب إلي كتب" رحمة على الوالد... بعد هذا الكل، انجم نقوللكم يا معشر المنافقين تفيه على دين ربّـكم و هذا وعد مني على راس الوالد، إلا ما نقعد نحارب فيكم وفي ربكم الإنتهازي لآخر يوم في حياتي ... ما أرخصو هالمجتمع إلي فيه  الناس تستغل في ضعف بعضها وفي حاجتهم وتغطي عمايلها بالدين... ما أرخصكم  وما أرخص دينكم  إلي يشرّفني أن نعلمكم انّـو يسوى بالتحديد : 680 دينار وشوية صرف، وكانكم باش تكبّـشو تاو نبعثلكم دوفي وفاتورة في إطار الشفافية...

وما حاجتي بعزاء... عزايا في انقراض هالحشرات !

mardi 5 juin 2012

الجيش التونسي رضي الشعب عنه، والشهداء رحمهم الله.

1 commentaires
أكيد راكم سمعتو إلي رمزي بالطّـيبي دخل في إضراب جوع وحشي ولحقو عليه بالترتيب  حسام الحجلاوي، ياسين العياري، عزيز عمامي،  لينا بن مهني و أمين مطيراوي. وكي العادة، ماذابيّـا كان نتجاوزو الأشخاص ونتعداو للمطالب و الأفكار إلي يدافعوا عليها هالكمشة (مناضلين / انتهازيين / مش معروفين / يحبوا يتعرفوا  ... ما يهمش وين تصنّـفوهم)

الإضراب هذا دخل فيه رمزي بالطيبي على اثر افتكاك الكاميرا متاعو من قبل المؤســّـسة العسكرية عندما كان لاهي يغطي في إحدى قضايا ما يسمى بقضايا "قتلة الشهداء" وإلي يتكفل بيها القضاء العسكري. ويمكن برشة ناس عن حسن نية أو عن محاولة مقصودة للتمييع استغلوا الإسم متاع الحركة الإفتراضيّـة  إلي انطلقت على التويتر تحت الطاق "رجّـع الكاميرا" باش تحصر المطالب وتقدمها على أنو واحد مسكين نطروه في بورتابل ياخي عمل قاوق باش يتلهاو بيه ويرجّـعهولو.

 
 باهي، من غير لف ولا دوران، المطلب الرئيسي هو انو الجيش أو المؤسسة العسكرية يوقّـفوا التعتيم الإعلامي على قضايا أجمع الناس الكل على أنها من أهم القضايا بعد سقوط نظام بن علي. خاصة وإنو المتهمين فيها بحذانا وماهمش في قطر و إلا السعودية. و من غير تبهليل، نعرفو الناس الكل انو رفع التعتيم باش ينجر عنه ظاهرة الدومينو حيث برشة ملفات باش تخرج من دائرة المسكوت عنها وتولي على انظار العالم والصحافة و خاصة عائلات الضحايا. و هذا في حد ذاتو المضربين عن الطعام والصحافيين ماهمش مسؤولين عنّـو. كون شوية الشفافية إلي نبرحو  عليها باش تأدي إلى إقامة الدليل على انو القضاء  العسكري غير قادر ربّـما  على التكفل بدوسي قتلة الشهداء فهذا مشكل القضاء وليس مشكل الصحافيين لأنو من الغباء التصور بأن التوانسة أغبياء على القليلة في امور كيما هاذي، و  إلي يسمع حديث القهاوي على المسألة هاذي يفيق انو الأفلام الزايدة القائمة على الوهم متاع بن علي بأنو طول ما نحكيوش على الحكاية فإنو الحكاية ما ثماش منها، هي أفلام ما عندها وين توصل. لأنها قائمة على إفتراض غير واقعي بالأساس، وهو انو الناس ماهياش تحكي على دور الجيش في القضية هاذي. و لذا الوضعية الفكاهية هذي إلي عندها أكثر من عام ونص تحت شعار "الجيش التونسي رضي الشعب عنه والشهداء رحمهم الله" راهي ماعادش تنجم تطوّل.

حسب تحليلي الشخصي، نتصور انو المؤسسة العسكرية تحب تلم الحكاية سكّـوتي، مستغلة الحالة متاع (التملق / الخوف / الطمع ...) إلي تعرفها كل الأحزاب السياسية بدون إستثناء، بحيث قاعدين بطريقة غير مباشرة يلعبوا في لعبة أخطاني نخطاك. وفي هذا السياق، نحب نذكر الأحزاب هذي الكل انو اللعبة هذي ما تعنيناش برشة، وانو في إطار الشفافية و خاصة في إطار القطع مع سياسة الإستبلاه والاستهبال، ماذابيه الحزب إلي ما عندو ما يصنع في حياتو ويحب يلعب اللعبة هاذي مع المؤسسة العسكرية يخطانا من هنا فصاعدا من لغة "أهذاف الثورة التي أتت بها دماء الشهداء" و يجيبها برجلة ويحكيلنا على "أهدافو السياسية إلي ماذابيه المؤسسة العسكرية تكون راضية عليها".

 نجي توا لراس الداء، الصحافيين انفسهم، وهنا نحكي على نقابة الصحافيين، وإلي أقاموا الحجة على أنهم غير معنيين بحرية الصحافة، على القليلة بالدرجة إلي يحبو يقنعونا بيها. حرية الصحافة تتلخص عند الكثير منهم  في حرية الحديث عما يشاؤون، في حين أنو الخطوة الأولى من حرية الصحافة هي حرية النفاذ إلى المعلومة... يعني كان باش نقعدو نمشيو على خطوة الكسلى هاذم، باش نرجعو للوضع إلي فيه الصحافيين عندهم الحق يعطيو رأيهم بكل حرية، أما كان في مواضيع كيما التصحر في الصين الشعبية، و إلا الإنحباس الحراري ... وكان حبوا يعطيو رأهم في مشكل ذو بعد وطني، باش ياقفو في حكايات كيما الأمبوتياج في الروت ايكس، أو ما يعبر عنه بكل ضمار ثوري ماسط: شارع محمد البوعزيزي.

 شيء يحشم انو نقعدو نستناو  جمعة بعد دخول رمزي بالطيبي في إضراب الجوع باش تحكي أول وسيلة إعلام سمعية بصرية "موزاييك" ثم "نسمة" كان صدقني ربي على الإضراب، وكأنو من المتفرقات، بين زوز مقاطع متاع إشهار  وفي إطار متاع حصة يحكيو فيها على مشكل بين سليم بن حميدان و شوقي الطبيب... إضراب الجوع عمرو ما كان الهدف منو الإعلام بوجود إنسان قرر إنو الكمّـونية ما عادش تغريه، وانو صحن ملوخية بالرند ما عادش يحرك فيه حتى شعرة. إضراب الجوع هو وسيلة ضغط قصوى موجهة لزوز أطراف: المؤسسة إلي بسببها بدا هذا الإحتجاج بدرجة ثانية، والإعلام بدرجة أولى إلي مطلوب منو إنو يكون في مستوى الحدث، خاصة وانو الحكاية تهمّـو بالأساس. وكيفاش يكون في مستوى الحدث ؟ يعمللنا طاولة وأربعة كراسي وخلينا نفركو هالرمانة متع قداسة المؤسسة العسكرية، وحرية النفاذ للمعلومة. على خاطر لو كان ما ثماش إعلام وطاولة وأربعة كراسي، ما نتصورش  علاش باش يتقلّـق المعني بالأمر من واحد يحب يقتل روحو بالجوع، ووقتها يتعامل معاه كأيها صومالي وإلا رواندي خفف الله عن معاناته ويمكن حتى ما يحسّـش بروحو مسؤول حتى طرف.

 مذابيا نرجع لردود الفعل متاع الأحزاب سواء كانت ردود علنية و إلا في الكواليس... نحب نشكر حزب المؤتمر ورئاسة الجمهورية وخاصة  القائد الأعلى للقوات المسلحة - نظريا -  السيد المنصف المرزوقي   على التعاطف متاعو الشكلي مع القضية و نحبو نشكروه لأنو لا يبلّ لا يعلّ، و ما فيها باس كان في إطار الشفافية يقولها بالحرف الواحد : نحن رئاسة الجمهورية، برئيسنا، وبمستشارينا الواش وعشرين أقصى حاجة انجم نعملوها هو اننا إنظمو  رحلات لعائلات الشهداء للقصر، و نجيبو سمير الوافي يعمللنا إشهار لنزل المرزوقي الفخم في إطار الدعاية متاعنا لتشجيع الشهداء على نسيان الكرب متاعهم ودعوتهم إلى الترفيه على أنفسهم." ومذابينا كان يكفو  عن إحراج أنفسهم عبر تمييع الحكاية و تحويلها إلى مجرد نطرة متاع الكترونيك، و نشكروهم على سعيهم باش يرجعوا الكاميرا... كما قال رمزي : خوذو الكاميرا وهاتو الحقيقة.

في نفس الإطار  نشكرو حركة  النهضة زادة على زيارتها لرمزي بالطيبي ممثلة في شخص السيدة يمينة  الزغلامي و إلي على فكرة جات بصفتها نائمة في المجلس التأسيسي و رئيسة لجنة متابعة ملف الشهداء والجرحى و مش بصفتها الحزبية. ولكننا  ماناش في مرحلة تعظيم الأجر، إلي باش يعاون وهو في موقع قرار، ينجم يعاون بأكثر من انو ياخو تاكسي ويجي ل 42 شارع باب بنات. خاصة وانو التاكسي متاعو خالصة من المجلس التأسيسي.

أما بالنسبة لأحزاب "المعارضة" فهي فرصة تاريخية باش تضغطو في إتجاه يخرجكم من دائرة الإتهامات بالإنتهازيّـة، كان تحبو تحسبوها من ناحية سياسويّـة بحتة بما انو المبادئ تحضر وتغيب عند برشة منكم. وهذا الكلام ينطبق بشكل كبير ياسر على الإعلاميين في شكلهم التنظيمي ومش في اطارهم الفردي. على خاطر كان ما تعملوش القاوق إلي مستانسين تعملوا فيه كي مدير جريدة يتحاكم على خاطرو حطّ شطر بزولة في الصفحة الأولى متاعو، فإنو أول من باش يتضرر هي المصداقيّـة متاعكم.

في الختام، رانا عشرة ملاين و تقريبا الناس الكل نعرفو بعضنا ولذا زايد التخبية وتخديم المخ، خاصة في ملف كيما ملف قتلة "الشهداء". بطريقة أخرى كي يحكي محامي الدفاع بلغة "العباد إلي تحاكمو فيهم إليوم يجي نهار وتستحقوهم وماكمش باش تلقاوهم"، فتأكدو إلي نحنا عندنا زوز حلول : يا ندخلو  في لعبة ماسطة خلاص متاع كول ووكل أو ما يعبر عنها بالإنتهازية،  وإلا انجمو نتفاداوها بالحوار المفتوح... على خاطر كيما يدور في الشارع التونسي انو الجيش متورط، يدور زادة انو كان باش نتّـبعو  الناس الكل قضائيا، باش نحطو تونس الكل في الحبس إلا من رحم ربي، وعلى خاطر من ناحية أخرى، منطق كول ووكل ينجم يتقلب، ويولي ياكلوا ويوكّـلوك للعباد... و لهنا نحكي خاصة على جزء من الرأي العام إلي جايبها ديموقراطي و يرفض الحديث على دور الجيش، أو على الأقل يبدا يسفّـه في الحكاية لا لشيء إلا لأنو ثمة شكون قالوا إلي رشيد عمار قال للسلفية "سوف أعلن إنتهاء الفسحة". أمّـا  الجزء الآخر من الرأي العام -الإفتراضي خاصة-  إلي يرفض الحديث عن الموضوع من منطلق الدفاع على حكومتو الشرعية، فزايد نحكيو عليه على خاطر نحب نقعد بعيد عن معجم السبان عبر اجتناب التعرض للظاهرة متاع الطحين الشرعي في هذه التدوينة  و إلّـي أكيد أنها ظاهرة تستحق أكثر من مقال...

المهم، إلي لازم يقعد راسخ في مخاخ الناس الكل، وهذا زاد أكّـدهولي رمزي بالطيبي عند زيارتي ليه البارح، انو الهدف ليس فتح حرب أو مواجهة مع المؤسسة العسكرية، الهدف هو بكل بساطة الدفع نحو مزيد من الشفافيّـة لأنو من منطلق أخلاقي ومبدئي، بما انو الدولة هاذي خذات أرواح توانسة، فأنو من واجبها أنها تعطيهم الحقيقة على الأقل. أمّـا ما ينجر عن ذلك من تبعات ... فهذا شأن المؤسسة العسكرية بالأساس.