كثر الحديث هالأيامات على الهويّـة، و الحديث كان بتنرفيـز وبهزان ونفضان عالمي، وكل ما يصحبه من أدوات الدمغجة و القصان وإخراج الاحاديت عن سياقها، من الأطراف الكل باش نكونو موضوعيين. أنا والحق يقال كيما بينت في مقال سابق حبيت نتجنّـب الموضوع هذا قدر الإمكان على خاطر موضوع تعريف هوية شعب ما، هو موضوع عندو بعد فلسفي بالأساس، وكي تحكي في أمور كيما هاذي مع عباد دمها سخون و أقوى حاجة ثقافية طالعوها في حياتهم هي كلمات أغاني بسيكو-م فإنو ما ينجم ينجر عن ذلك كان النبّـز وتطييح القدر.
يقول القايل شنوة المشكل، هانا تونس دولة عربية إسلامية و يوفى الحديث وعاد إلى البيت فرحا مسرورا. المشكل ليس في تعريف الهوية في حد ذاتها وانما في توظيفها. المصطلح متاع الهوية هاذا مصطلح أعمق من انو مصطلح انتمائي، وهاذا إلي يحبوا يفرضوه المتاجرين بالحكاية هاذي. آش معناها : معناها يا سيدي بن سيدي ثمة جماعة قررت أنها تتلـمّ باش تـعرّف ماهو تونسي، و توصّـلت بعد بحث دام وهلة وبضع ثواني إلى أنّنا توانسة عرب ومسلمين. معناها باش تتمتّـع بصفة المواطنة والإنتماء لهالبلاد و ما ينجر عنه من حقوق و واجبات و ميزات، شرط من الشروط أنك تكون عربي ومسلم (مسكين خوزي - شهر فوزي - كلايتون مشا فيها ) و في مقابل هذه الإجابة، عارضو بعض العباد وإلي هوما حبينا وإلا كرهنا قلة وأقلية على أساس انهم يرفضو الصفات هاذي بإعتبار أنهم ماهمش عرب و إلا ماهمش مسلمين و إلا بصفتهم رقدوا عشرين ألف سنة و تفكروا أنهم برابرة و أحفاد عليسة بنت التوكابري... أما أغلبية العباد إلي رفضت الطرح هاذا، وإلي ماكينة الدمغجة متاع القوميين و الإسلاميين على حد السواء خدمت عليهم كيما يلزم، هوما إلي يرفضو الطرح هذا متاع الهوية أساسا كمقوم من مقومات المواطنة. باش نزيد نختصر الحكاية ثمة زوز أنواع متاع المعارضين للحكاية هاذي، الأولانين إلي ما يقلوش غباء على العباد إلي كشاكشها طالعة على حكاية الهوية والثانين إلي بعقلهم...
في الواقع، مفهوم الهويّـة الوطنيّـة يقول عليه الفيلسوف جون كلود بوردان في كتابو (Repenser la démocratie) انو مفهوم تشتـيتي (من شتّـت يشتّـت إلحاحا ) وانو من المستحسن إجتناب إستعمال مفهومو المضخّـم (الناتج على المزايدة والتوظيف ) و انّـو التوافق الحاصل على بديهيّـتو المفترضة ماهو إلا دليل على انو نابع من رأي شخصي وليس عن عملية تفكير ممنهجة. بطريقة أخرى، العباد إلي تبرول فينا وقيّـد هانا عرب ومسلمين و تستغل التوافق هذا لتوظيف المفهوم هذا سياسيا راهي مشاريعها فاشلة وخطيرة لأنها ما تنجّـم تولد كان الإنقسام الزايد إلي نحنا في غنى عنه خاصة في المرحلة هاذي، باش في الأخير تخرجلنا خطاب فاشي اقصائي و بعيد الشر نظام فاشي قمعي.
لازم نستوعبو انو مفهوم الهويّـة الوطنية ماهواش تعبير عن إنتماء وانما عن إحساس ولهنا تزيـد توضاح الحكاية أكثر. معناها كي تجي تكتب في الدستور انو شعب تونس هويته عربية مسلمة، ماكش باش نفيق وقتها إلي أنت عربي مسلم و تولي تتعامل كعربي مسلم، وتبطل "دونك" و"نورمالمون" و دز الكورة في "الفيلي"... و تبطل التبزنيس في الشارع والترسكية في الكار والفوسكة و تولي تصلي و تعمل عمرة... الهوية إحساس كيف الحب - قداشني رومنطيقي - قد ما تكتب عليه، يقعد كلام فارغ قدام الإحساس، و ماكش تستنى في قصيدة من نزار قباني وإلا جميل بن معمر باش تتعلم كيفاه تحب وإلا باش تعرف إلي إنت عاشق...
أما وقتاش تبـان إلي هي حكاية إحساس؟ وقت إلي بعض العباد، إلي عندهم حساسية من الموضوع هذا تقوللهم راهو التنصيص على الهوية زايد وباش إنحيوه من الدستور، وقتها تاكل بعضها و يكثر التنرفيز ويبدا تطييح القدر. ولذا من رأيي النقاش على الهوية مالازموش يتحصر في تعريفها وانما في كيفية توظيفها.
أما وقتاش تبـان إلي هي حكاية إحساس؟ وقت إلي بعض العباد، إلي عندهم حساسية من الموضوع هذا تقوللهم راهو التنصيص على الهوية زايد وباش إنحيوه من الدستور، وقتها تاكل بعضها و يكثر التنرفيز ويبدا تطييح القدر. ولذا من رأيي النقاش على الهوية مالازموش يتحصر في تعريفها وانما في كيفية توظيفها.
باهي، هات نرجعو للحكاية من أصلو، لواه برزت الحاجة لتعريف الهوية الوطنية. نحبو نعرفو مجموعة الصفات والقيم إلي تجمعنا. المشكلة انو في سياق التساؤل هذا، العملية ماكانتش معقلنة وممنهجة، ومعروف انو الشيء هذا من إختصاص الباحثين في الدراسات الإجتماعية و العلوم الإجتماعية و الفلاسفة. وهذاكة علاه المقاربات السياسية لمفهوم الهوية تطورت بتطور الفلسفات الإنسانية والأنتروبولوجية. فمن وقت إلي كانت الهوية تستند في جانبها المادي على العامل العنصري (raciste) وهو حق الدم (إلي والديه من جربوعستان فهو جربوعستاني ) و تستند في جانبها القيمي على الدين. تطورت النظرة هاذي منذ أوائل القرن العشرين وإلى حد منتصفه وولات تستند على الفلسفات الأنتربولوجية المعاصرة : توسعت في جانبها المادي إلى حق الأرض (إلي يتولد في جربوعستان فهو جربوعستاني ) وفي جانبها القيمي إلى المنظومة الإنسانية العلمانية أو ما يعرف بحقوق الإنسان. بالطبيعة الدول إلي ما تطورتش للمثال الثاني عطاتنا الدول المتخلفة كيف العريبة إلي عندنا و إلا الدول العنصرية كيف إسرائيل.
إيه و يقول القايل، شنوة المشكل في إعتماد الدين في تعريف الهوية، هو في الحقيقة المشكل ماهواش في الدين في حد ذاتو. فما دول ديمقراطية تستمد منظومتها القيمية من الدين الطاغي إلي عندها، ولو أنها تميل أكثر للتوظيف العلماني للدين إلي هو توظيف ينتهج التأطير لا الإلزام، ولهنا الأمثلة عديدة : السويد، النورفاج، ألمانيا... المشكلة ديما تقعد في التوظيف إلي تحب تعملوا للحكاية هاذي، إذا كان بإسم الهوية والحفاظ عليها تولي مثلا تضر بالحريات الدينية كيما في السعودية وإلا إيران فإنك باش تنتج دولة قمعية بشكل أو بآخر، لأنو الهوية إحساس كيما بينت، وما تنجمش تفرض على العباد شنوة يحسوا، وبل بالعكس كي تغصب عليهم ينفرو منك. ولذا القول بأن هوية الشعب التونسي إسلامية من منطلق حضاري/تاريخي، ولو انو وصف إختزالي، فأنو مافيهوش مشكلة كبيرة، والعباد إلي ماشي في بالها تتصدى لأي مشروع فاشي يوظف الهوية لخدمة مصالحه عبر الإصرار على "تكميل" الهوية التونسية بالمرجعيات الحضارية إبتداء من عهد الديناصورات فإنها عندها غباء سياسي كبير، لأنها و إن كنت متأكدا أنهم ما عندهم حتى مشكل مع الإسلام كدين و العربية كلغة، فإنو مواقفهم هاذي تظهرهم بالصفة هاذي (شوية من الحنة و شوية من رطابة اليدين متاع الخوانجية و القوميين). النضال ضد توظيف الهوية لأغراض فاشية في نظري ما يجيش بالشعارات... معناها تونس دولة إسلامية عربية ماسونية صهيوصليبية ... كلو كلام و شعارات فارغة من أي محتوى سياسي مبدئيا، أما الله غالب كلام يثير الحساسيات وفقط... ولذا الإستراتيجية الحكيمة هي أنك تخلي الوليد الصغير بالسوسات في فمو وتقعد تعس عليه باش ما يبلعهاش، على خاطر كان تنحيهالو تاو يشنع بالبكاء.
إذا كان "الإسلام دينها" وراها جمعيّـة عريقة تحب تعمل منها راس مال، فإنّـو حتى "العربيّـة لغتها" وراها جمعيّـة أخرى، كانت تلعب في البطولة المحترفة الأولى من أيّامات إلّي البقلاوة كانت تهزّ في التيتـروات. مشات البقلاوة وهوما طاحوا للقسم الشرفي وقعد راس مالهم "العربية لغتها". و لهنا نحكي على القوميّين... هو كي تجي تشوف بالنسبة لللغة، فهي مقوم من مقوّمات الهوية ولكن طول عمرو كان عفوي و سبونـتاني، اللغة تتبدل و تتغير وحدها، وهذاكا لواه يعيطولها اللغات الحية. وكان جاو الناس إلي قبلنا والسلف الصالح عاملين مجهودهم وكشاكشهم طالعة كيف القوميين العرب رانا توا نحكيو بلغة "ويحك" و "ثكلتك أمك" أما ناس بكري فهموا انو اللغة مجال للتواصل، والجانب البراغماتي إلي فيها أهم بياسر من الجانب الهووي. بالطبيعة باش تقعد ديما لغتنا الدارجة إلي هي تطور من العربيّـة بفعل التلاقح مع اللغات الأخرى، أما زادة لازمنا اننحيو عقدة النقص إلي عندنا، على خاطر التلاقح هذا صاير في ألإتجاهات الكل، كيما نحنا نقولو "دونك" و "رونديفو" حتى الفرانسيس يقولو "شوف" و "واش" و "كيف كيف"... وعمرهم ما ركبتلهم وإلا قالوا إستعمار ثقافي.
المشكلة تكمن في التطرّف بالهوية، كيما إلي يقولو انو لازم التعليم متاعنا الكلّ يكون بالعربي حصريا. هذا بخلاف انو حكاية فارغة، لأنو الرياضيات بالعربي وإلا بالسوري باش تقعد رياضيات وعندها لغتها الخاصة. فإنو باش باش تزيد يصعّـب على العباد قرايتهم و ولوجهم إلى العلوم. نهار إلي تكون عندنا حركة ترجمة شاملة ووقتية ومواكبة للعصر لما لا، أما مدام المراجع العلميّـة الكل مازالت بلغاتها الأصلية، فإنو التجلطيم الزايد و العنترية متاع نحنا عرب و ما نقراو كان بالعربي راهو ما ينجم كان يزيد يساهم في مزيد من رداءة المستوى العلمي متاع الخرّيجـين متاعنا. تي هوما الفرنسيس، و المواد العلمية المتقدمة يقريّـو فيها بالإنجليزية. وبالرغم من انو الأكاديمية متاعهم حارقة روحها باش تترجم كلمات كيف "email" و "spam" و"buzz" و "tuning" فإنها ما تسلكش من الإنتقاد و من لا مبالاة الشعب الفرنسي خاصة كي تزلعها وتترجم الكلمات هاذي على التوالي ب "courriel" و "pourriel" و "ramdam" و "bolidage". ولذا لغتنا العربية أو بالاحرى الدارجة أنا واحد من الناس نعتز بيها، ونحبها، ونكتب بيها، أما نكره أن بإسم الهويّـة نتحصر في قالب واحد، ثقافة وحدة، حزب واحد، زعيم واحد، حياة وحدة...
الغريب في الأمر هذا الكل، أنو العباد إلي تزايد على الهويّـة، بسبب حساسيّـتهم المفرطة، تلقاها أكثر عباد تضلع في العربي... كان تقلو جمع عندليب شنوّة، يعكش. كان تقلو عندكش فكرة على مؤلّـفات "أبي فرج الأصفهاني" يقلك شيعة وإلا سنة هذا ؟ وكان تقولّوا باهي ما نمشيوش لبعيد، جبران خليل جبران، حنّـا مينا، المنفلوطي، ايليا أبو ماضي، قريتلهمش ؟ يقولك لا! أما قريت أغاني بسيكو م... بالله كيفاه تدافع على هويتك العربية الإسلامية و إنت ما عملتش أبسط الإيمان باش تتعرف عليها؟ عاملين كي إلي جاي يعارك ويضرب في عركة وما يعرفش في آشكون يضرب، المهم يضرب ... الحق يقال، المشكلة مش منهم هوما فقط. وهذا مشكل ثقافي عميق، أو بالاحرى مشكل تصحّـر ثقافي يطول شرحه و تحليله أما سببو الأساسي هو سياسات الحكام العرب والإسلاميين المتشددين... وإلي يمشيو لمعرض الكتاب متاع الكرم ممكن راهم لاحظو تطور الحكاية هاذي من عام لعام... غزو الكتب الصفراء متاع التداوي بالحبة السوداء وعذاب القبر... في مقابل ذلك الكتاب والأدباء ما ينجموش ينشرو ويوصلو صوتهم في ظل الدكتاتوريات إلي مسكرة عليهم، الجرائد والمجلات الأجنبية كانت ممنوعة في تونس، ودور النشر لقات إلي جماعة الخليج يخلّـصوا مليح كي تنشرلهم كتاب على "تفسير الأحلام" و "حبة البركة" ياخي ما كانوش من العاكسين وكمّـل على ذلك الأنترنات إلي بخّـلت العباد على القراية...
في ظل هالصحراء الثقافية، العباد ماهياش باش تتلها بحكاية الهوية و تطويرها / نحتها / رسمها / ابداعها طالما ثمة فوقها دكتاتور يعامل فيهم بمنطق : "كنسومي وسكر جلغتك". و لذا فأنو من العادي جدا انو بعد مع يهرب الدكتاتور و بعد أكثر من نصف قرن من السبات الثقافي الدكتاتوري باش يفيق الشعب بعد السكرة ويسال روحو السؤال المصيري :"أين أنا، من أنا ؟" والإجابات إلي باش تظهر في الحين باش تكون كيما قال جون كلود بوردان ناتجة عن إحساس لاواعي وليس عن تفكير ممنهج. أما في غياب الأدوات الثقافية إلي ممكن تجاوب على السؤال هذا فإنو الخطر متاع انو يطلع واحد يدمغج العباد ويحاول يجاوب على السؤال هذا في بلاصتهم يقعد وارد ووارد جدا! لأنو في ظل فراغ ثقافي ناتج عن حقبة ديكتاتورية تلتها ثورة مجردة من كل معنى ثقافي، من السهل إستغلال عامل الهوية وتوظيفو لوضع أسس نظام فاشي يقمع الحريات بدعوة المحافظة على الأصالة وحتى الحداثة (صباح الخير عمي ستالين )
باهي هانا درنا درنا، ماهي هوية الشعب التونسي؟ أنا واحد من الناس أرفض الإجابة على ها السؤال المقنّـع، تي ما عرفتش هويّـتي أنا باش نعرف هوية عشرة ملاين مواطن ؟ الحاجة الوحيدة إلي نعرفها هو انو هويتي ارسمها لنفسي، و لن أترك الضغط المجتمعي / السياسي / الثقافي يرسمها لي، على خاطر ناس بكري قالوا في حكاية الهوية : كل واحد يرقد على الجنب إلي يريحو، والفايدة في الهناء !
باهي هانا درنا درنا، ماهي هوية الشعب التونسي؟ أنا واحد من الناس أرفض الإجابة على ها السؤال المقنّـع، تي ما عرفتش هويّـتي أنا باش نعرف هوية عشرة ملاين مواطن ؟ الحاجة الوحيدة إلي نعرفها هو انو هويتي ارسمها لنفسي، و لن أترك الضغط المجتمعي / السياسي / الثقافي يرسمها لي، على خاطر ناس بكري قالوا في حكاية الهوية : كل واحد يرقد على الجنب إلي يريحو، والفايدة في الهناء !