vendredi 17 juin 2011

الهوية و الطرح الفاشي.

13 commentaires
  كثر الحديث هالأيامات على الهويّـة، و الحديث كان بتنرفيـز وبهزان ونفضان عالمي، وكل ما يصحبه من أدوات الدمغجة و القصان وإخراج الاحاديت عن سياقها، من الأطراف الكل باش نكونو موضوعيين. أنا والحق يقال كيما بينت في مقال سابق  حبيت نتجنّـب الموضوع هذا قدر الإمكان على خاطر موضوع تعريف هوية شعب ما،  هو موضوع عندو بعد فلسفي بالأساس، وكي تحكي في أمور كيما هاذي مع عباد دمها سخون و أقوى حاجة ثقافية  طالعوها في حياتهم هي كلمات أغاني بسيكو-م فإنو  ما ينجم ينجر عن ذلك كان النبّـز وتطييح القدر.

   يقول القايل شنوة المشكل، هانا تونس دولة عربية إسلامية و يوفى الحديث وعاد إلى البيت فرحا مسرورا. المشكل ليس في تعريف الهوية في حد ذاتها وانما في توظيفها. المصطلح متاع الهوية هاذا مصطلح أعمق من انو مصطلح انتمائي، وهاذا إلي يحبوا يفرضوه المتاجرين بالحكاية هاذي. آش معناها : معناها يا سيدي بن سيدي ثمة جماعة قررت أنها تتلـمّ باش تـعرّف ماهو تونسي، و توصّـلت بعد بحث دام وهلة وبضع ثواني إلى  أنّنا  توانسة عرب ومسلمين. معناها باش تتمتّـع بصفة المواطنة والإنتماء لهالبلاد و  ما ينجر عنه من حقوق و واجبات و ميزات، شرط من الشروط أنك تكون عربي ومسلم (مسكين خوزي - شهر فوزي - كلايتون مشا فيها ) و في مقابل هذه الإجابة، عارضو بعض  العباد  وإلي هوما  حبينا وإلا كرهنا قلة وأقلية على أساس انهم يرفضو الصفات هاذي بإعتبار أنهم ماهمش عرب و إلا ماهمش مسلمين و إلا بصفتهم رقدوا عشرين ألف سنة و تفكروا أنهم برابرة و أحفاد عليسة بنت التوكابري... أما أغلبية العباد إلي رفضت الطرح هاذا، وإلي ماكينة الدمغجة متاع القوميين و الإسلاميين على حد السواء خدمت عليهم كيما يلزم، هوما إلي يرفضو  الطرح هذا متاع الهوية أساسا كمقوم من مقومات المواطنة. باش نزيد نختصر الحكاية ثمة زوز أنواع متاع المعارضين للحكاية هاذي، الأولانين إلي ما يقلوش غباء على العباد إلي كشاكشها طالعة على حكاية الهوية والثانين إلي بعقلهم...

   في الواقع، مفهوم الهويّـة الوطنيّـة يقول عليه الفيلسوف جون كلود بوردان في كتابو (Repenser la démocratie) انو مفهوم تشتـيتي (من شتّـت يشتّـت إلحاحا ) وانو من المستحسن إجتناب  إستعمال مفهومو  المضخّـم  (الناتج على المزايدة والتوظيف ) و انّـو  التوافق الحاصل على بديهيّـتو المفترضة ماهو إلا دليل على انو نابع من رأي شخصي وليس عن عملية تفكير ممنهجة. بطريقة أخرى، العباد إلي تبرول فينا وقيّـد هانا عرب ومسلمين و تستغل التوافق هذا لتوظيف المفهوم هذا سياسيا راهي مشاريعها فاشلة وخطيرة لأنها ما تنجّـم تولد كان الإنقسام الزايد إلي نحنا في غنى عنه خاصة في المرحلة هاذي، باش في الأخير تخرجلنا خطاب فاشي اقصائي و بعيد الشر نظام فاشي قمعي.

   لازم نستوعبو انو مفهوم الهويّـة  الوطنية ماهواش تعبير عن إنتماء وانما عن إحساس ولهنا تزيـد  توضاح الحكاية أكثر. معناها كي تجي تكتب في الدستور انو شعب تونس هويته عربية مسلمة، ماكش باش نفيق وقتها إلي أنت عربي مسلم و تولي تتعامل كعربي مسلم، وتبطل "دونك" و"نورمالمون" و  دز الكورة في "الفيلي"... و تبطل التبزنيس في الشارع والترسكية في الكار والفوسكة و تولي تصلي و تعمل عمرة... الهوية إحساس كيف الحب - قداشني  رومنطيقي - قد ما تكتب عليه، يقعد كلام فارغ قدام الإحساس، و ماكش تستنى في قصيدة من نزار قباني وإلا جميل بن معمر باش تتعلم كيفاه تحب وإلا باش تعرف إلي إنت عاشق...

   أما وقتاش  تبـان إلي هي حكاية إحساس؟ وقت إلي بعض العباد، إلي عندهم حساسية من الموضوع هذا تقوللهم راهو التنصيص على الهوية زايد وباش إنحيوه من الدستور، وقتها تاكل بعضها و يكثر التنرفيز ويبدا تطييح القدر. ولذا من رأيي النقاش على الهوية مالازموش يتحصر في تعريفها وانما في كيفية توظيفها.

   باهي، هات نرجعو للحكاية من أصلو، لواه برزت  الحاجة لتعريف الهوية الوطنية. نحبو نعرفو مجموعة الصفات والقيم إلي تجمعنا. المشكلة انو في سياق التساؤل هذا، العملية ماكانتش معقلنة وممنهجة، ومعروف انو الشيء  هذا من إختصاص الباحثين في الدراسات الإجتماعية و العلوم الإجتماعية و الفلاسفة. وهذاكة علاه  المقاربات السياسية لمفهوم الهوية  تطورت بتطور الفلسفات الإنسانية والأنتروبولوجية. فمن وقت إلي كانت الهوية  تستند في جانبها المادي على العامل العنصري (raciste) وهو حق الدم (إلي والديه من جربوعستان فهو جربوعستاني ) و تستند  في جانبها القيمي على   الدين. تطورت النظرة هاذي منذ أوائل القرن العشرين وإلى حد منتصفه  وولات تستند على الفلسفات الأنتربولوجية المعاصرة : توسعت  في جانبها المادي إلى حق الأرض (إلي يتولد في جربوعستان فهو جربوعستاني )  وفي جانبها القيمي إلى المنظومة الإنسانية العلمانية أو ما يعرف بحقوق الإنسان. بالطبيعة الدول إلي ما تطورتش للمثال الثاني عطاتنا الدول المتخلفة كيف العريبة إلي عندنا و إلا  الدول العنصرية كيف إسرائيل.

   إيه و يقول القايل، شنوة المشكل في إعتماد الدين في تعريف الهوية، هو في الحقيقة المشكل ماهواش  في الدين في حد ذاتو. فما دول ديمقراطية تستمد منظومتها القيمية من الدين الطاغي إلي عندها، ولو أنها تميل أكثر للتوظيف العلماني للدين إلي هو توظيف ينتهج التأطير لا الإلزام، ولهنا الأمثلة عديدة : السويد، النورفاج، ألمانيا... المشكلة ديما تقعد في التوظيف إلي تحب تعملوا للحكاية هاذي، إذا كان بإسم الهوية والحفاظ عليها تولي مثلا تضر بالحريات الدينية كيما في السعودية وإلا إيران فإنك باش تنتج دولة قمعية بشكل أو بآخر، لأنو الهوية إحساس كيما بينت، وما تنجمش تفرض على العباد شنوة يحسوا، وبل بالعكس كي تغصب عليهم ينفرو منك. ولذا القول بأن هوية الشعب  التونسي  إسلامية من منطلق حضاري/تاريخي، ولو انو وصف إختزالي،  فأنو مافيهوش مشكلة كبيرة، والعباد إلي ماشي في بالها تتصدى لأي مشروع فاشي يوظف الهوية لخدمة مصالحه عبر الإصرار على "تكميل" الهوية التونسية بالمرجعيات الحضارية إبتداء من عهد الديناصورات فإنها عندها غباء سياسي كبير، لأنها و إن كنت متأكدا أنهم ما عندهم حتى مشكل مع الإسلام كدين و العربية كلغة، فإنو مواقفهم  هاذي تظهرهم بالصفة هاذي (شوية من الحنة و شوية من رطابة اليدين متاع الخوانجية و القوميين). النضال ضد توظيف الهوية لأغراض فاشية  في نظري ما يجيش بالشعارات... معناها تونس دولة إسلامية عربية ماسونية صهيوصليبية ... كلو كلام و شعارات فارغة من أي محتوى سياسي مبدئيا، أما الله غالب كلام يثير الحساسيات وفقط... ولذا الإستراتيجية الحكيمة هي أنك تخلي الوليد الصغير بالسوسات في فمو وتقعد تعس عليه باش ما يبلعهاش، على خاطر كان تنحيهالو تاو  يشنع بالبكاء.

   إذا كان "الإسلام دينها"  وراها  جمعيّـة عريقة تحب تعمل منها راس مال، فإنّـو  حتى "العربيّـة لغتها" وراها جمعيّـة أخرى، كانت تلعب في البطولة المحترفة الأولى من أيّامات إلّي البقلاوة كانت تهزّ في التيتـروات. مشات البقلاوة وهوما طاحوا للقسم الشرفي وقعد راس مالهم "العربية لغتها". و لهنا نحكي على القوميّين... هو كي تجي تشوف بالنسبة لللغة، فهي مقوم من مقوّمات الهوية ولكن طول عمرو كان عفوي و سبونـتاني، اللغة تتبدل و تتغير وحدها، وهذاكا لواه يعيطولها اللغات الحية. وكان جاو الناس إلي قبلنا والسلف الصالح عاملين مجهودهم وكشاكشهم طالعة كيف القوميين العرب رانا توا نحكيو بلغة "ويحك" و "ثكلتك أمك" أما ناس بكري فهموا انو اللغة مجال للتواصل، والجانب البراغماتي إلي فيها أهم بياسر من الجانب الهووي. بالطبيعة باش تقعد ديما لغتنا الدارجة إلي هي تطور من العربيّـة بفعل التلاقح مع اللغات الأخرى، أما زادة لازمنا اننحيو عقدة النقص إلي عندنا، على خاطر التلاقح هذا صاير في ألإتجاهات الكل، كيما نحنا نقولو "دونك" و "رونديفو" حتى الفرانسيس يقولو "شوف" و "واش" و "كيف كيف"... وعمرهم ما ركبتلهم وإلا قالوا إستعمار ثقافي.

   المشكلة تكمن في التطرّف بالهوية، كيما إلي يقولو انو لازم التعليم متاعنا الكلّ يكون بالعربي حصريا. هذا بخلاف انو حكاية فارغة، لأنو الرياضيات بالعربي وإلا بالسوري باش تقعد رياضيات وعندها لغتها الخاصة. فإنو باش باش تزيد يصعّـب على العباد قرايتهم و ولوجهم إلى العلوم.  نهار إلي تكون عندنا حركة ترجمة شاملة ووقتية ومواكبة للعصر لما لا، أما مدام المراجع العلميّـة الكل مازالت بلغاتها الأصلية، فإنو التجلطيم الزايد و العنترية متاع نحنا عرب و ما نقراو كان بالعربي راهو ما ينجم كان يزيد يساهم في مزيد من رداءة المستوى العلمي متاع الخرّيجـين متاعنا. تي هوما الفرنسيس، و المواد العلمية المتقدمة يقريّـو فيها بالإنجليزية.  وبالرغم من انو الأكاديمية متاعهم حارقة روحها باش تترجم كلمات كيف "email" و "spam" و"buzz" و "tuning" فإنها ما تسلكش من الإنتقاد و من لا مبالاة الشعب الفرنسي  خاصة كي تزلعها  وتترجم الكلمات هاذي على التوالي ب "courriel" و "pourriel" و "ramdam" و "bolidage". ولذا لغتنا العربية أو بالاحرى الدارجة أنا واحد من الناس نعتز بيها، ونحبها، ونكتب بيها، أما نكره أن بإسم الهويّـة نتحصر  في  قالب واحد، ثقافة وحدة، حزب واحد، زعيم واحد، حياة وحدة...

   الغريب في الأمر هذا الكل، أنو العباد إلي تزايد على الهويّـة، بسبب حساسيّـتهم المفرطة، تلقاها أكثر عباد تضلع في العربي... كان تقلو جمع عندليب شنوّة، يعكش. كان تقلو عندكش فكرة على مؤلّـفات "أبي فرج الأصفهاني" يقلك شيعة وإلا سنة هذا ؟ وكان تقولّوا باهي ما نمشيوش لبعيد، جبران خليل جبران، حنّـا مينا، المنفلوطي، ايليا أبو ماضي، قريتلهمش ؟ يقولك لا! أما قريت أغاني بسيكو م...  بالله كيفاه تدافع على هويتك العربية الإسلامية و إنت ما عملتش أبسط الإيمان باش تتعرف عليها؟ عاملين كي إلي جاي يعارك ويضرب في عركة وما يعرفش في آشكون يضرب، المهم يضرب ... الحق يقال، المشكلة مش منهم هوما فقط. وهذا مشكل ثقافي عميق، أو بالاحرى مشكل تصحّـر ثقافي يطول شرحه و تحليله أما  سببو الأساسي هو  سياسات الحكام العرب والإسلاميين المتشددين... وإلي يمشيو لمعرض الكتاب متاع الكرم ممكن راهم لاحظو تطور الحكاية هاذي من عام لعام... غزو الكتب الصفراء متاع التداوي بالحبة  السوداء وعذاب القبر... في مقابل ذلك الكتاب والأدباء ما ينجموش ينشرو ويوصلو  صوتهم في ظل الدكتاتوريات إلي مسكرة عليهم، الجرائد والمجلات الأجنبية كانت ممنوعة في تونس،  ودور النشر لقات إلي جماعة الخليج يخلّـصوا مليح كي تنشرلهم  كتاب على "تفسير الأحلام" و "حبة البركة" ياخي ما كانوش من العاكسين وكمّـل على ذلك الأنترنات إلي بخّـلت العباد على القراية...

في ظل هالصحراء الثقافية، العباد ماهياش باش تتلها بحكاية الهوية و تطويرها / نحتها / رسمها / ابداعها طالما ثمة فوقها دكتاتور يعامل فيهم بمنطق : "كنسومي وسكر جلغتك". و لذا  فأنو من العادي جدا انو بعد مع يهرب الدكتاتور و بعد أكثر من نصف قرن من السبات الثقافي الدكتاتوري باش يفيق الشعب بعد السكرة ويسال روحو السؤال المصيري :"أين أنا، من أنا ؟" والإجابات إلي باش تظهر في الحين باش تكون كيما قال جون كلود بوردان ناتجة عن إحساس لاواعي وليس عن تفكير ممنهج. أما في غياب الأدوات الثقافية إلي ممكن تجاوب على السؤال هذا فإنو الخطر متاع انو يطلع واحد يدمغج العباد ويحاول يجاوب على السؤال هذا في بلاصتهم يقعد وارد ووارد جدا! لأنو  في ظل فراغ  ثقافي ناتج عن حقبة ديكتاتورية تلتها ثورة مجردة من كل معنى ثقافي، من السهل إستغلال عامل  الهوية وتوظيفو  لوضع أسس نظام فاشي يقمع الحريات بدعوة المحافظة على الأصالة وحتى الحداثة (صباح الخير عمي ستالين )



   باهي هانا درنا درنا، ماهي هوية الشعب التونسي؟ أنا واحد من الناس أرفض الإجابة على ها السؤال المقنّـع، تي ما عرفتش هويّـتي أنا باش نعرف هوية عشرة ملاين مواطن ؟ الحاجة الوحيدة إلي نعرفها هو انو هويتي ارسمها لنفسي، و لن أترك الضغط المجتمعي / السياسي / الثقافي يرسمها لي، على خاطر ناس بكري قالوا في حكاية الهوية : كل واحد يرقد على الجنب إلي يريحو، والفايدة في الهناء ! 

vendredi 10 juin 2011

الغنوشي و الإقتصاد "الإسلامي": بيع القرد وأضحك على إلي شاريه

46 commentaires
   قبل ما نبدى نخوض في موضوع شائك  (على خاطر ثمة كلمة إسلام) حبيت نوضح من توا إلي حديثي مهواش على الإسلام وانما على خرافة أنا شخصيا عبيت منها شكاير، و على خاطر  إلي يحكيو فيها يسميوها إقتصاد إسلامي  و ينسبو فيها للإسلام. ولذا إلي عندو حسساسيات من قبيل "إنت تشوه في الإسلام" و-"إسلاموفوبيا" و "هويتنا" ينجم يمشي للموقع هذا باش يزيد يفهم موقفي منو.

   نحب زادة نوضح إلي أنا باش نتجنب قدر الإمكان الإمعان في التفاصيل المملة والأكاديمية  إلي ممكن ترد الحكاية مش مفهومة و باش نبعدو على طرح نظريات إقتصادية في تدوينة بسيطة في وقت إلي ناس كتبت عليها مجلدات. لكن اعتبر انو سطحية طرح سي راشد الغنوشي إلي فكرو - على حسب قولو - نور الإنسانية جمعاء وسمعوا بيه في كل ارجاء درب التبانة  ما تستحقش تعمق كبير ياسر ودراسات أكاديمية باش نبينو انو تبلعيط وإستبلاه للسامع عبر إستجداء عاطفته الدينية.

   نخليكم مع المقطع إلي عنوانو كيما سماه السيد  إلي نشروا :"حلول النهضة الإقتصادية رائعة" وبالتالي ندخلو   في صلب الموضوع





نظام الجباية الإسلامي

   كي نرجعو لعهد الرسول، وكيما قال الغنوشي، كان ثمة الزكاة، نتصور معظمكم يعرفوا إلي مقدار الزكاة، للي يقدر عليها هو ربع العشر، أي 2,5% و خلينا ننساو الجزية والخراج، (وقيل 99% من الشعب مسلم ولا يستسلم وبالتالي  مايحقش عليهم).  ها 2,5%  كان نحبو نقارنوهم  بالضرائب إلي نخلصو فيها في الدولة المعاصرة إلي تتراوح من 35% إلى 50% وساعات أكثر (ولهنا نحكي نظريا، خلينا ننساو مشكلة التهرب من الضرائب ) فإنو حكاية  الزكاة هاذي لا تسمن ولا تغني من جوع. ويقول القايل علاه قبل كانت تكفي ؟ الحكاية ساهلة. أولا، قبل الدولة لا تبني لا كياسات ولا قناطر و لا مدارس و لا مطارات  و لا تعليم إجباري و لا كنام و لا زبلة و لا خروبة و لا دفتر خانة.  إلي عندو جهد يحفر بير يشرب منو، وإلي يحب يسافر ياخو القافلة و حتى الجوامع يتعاونو عليهم أهل القرية و يبنيوهم، و زيد من الفوق في هاك العصر، كانت ثمة الغزوات أو ما يسمى بالفتوحات... تجيب هم  فلوس وعبيد، وزيد عليهم : "وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي" (البخاري - 335).  و لذا هاذي حكاية الزكاة إلي باش تخلي العباد الكل  في رغد ورخاء خرافة ماسطة شوية على خاطر تحس فيها برشة  إستبلاه للسامع.

  نحب بالمناسبة نقول للعباد إلي بعقلهم إلي نعرف انو حتى في الدول إلي تدعي تطبيق المالية الإسلامية ثمة ضرائب بخلاف الزكاة، أما حبيت جيست نوري إلي الدمغجة متاع الغنوشي راهي شي يضحك و مفضوح، معناها كي تحب تحكيلي على الإقتصاد والتشغيل و تنسى باش تجبد على  نظام الجباية - إلي هو الصندي متاع المالية ومداخيل الدولة - وكيفية تصوراتك ليه بصفتك رئيس حزب سياسي وتبدى تحكيلي على الزكاة إلي كان فاتت 2% من مداخيل الدولة رانا بالرسمي سلكناها... راهو الإجابة على مثل هذا الطرح باش تكون طبقا للمقولة : على قدر أهل العزم تأتي العزائم...

التشغيل الإسلامي

   الغنوشي ما وقفش عند حكاية الزكاة إلي باش تعاون الفقراء، وانما قالك بالزكاة باش نقضيو على البطالة... معناها فلوس الزكاة تكفي باش تخدم البطالة  الكل وباش تعرسلهم من الفوق على حد تعبيرو  ... هذا بقدر ما ضحكني أنا شخصيا، بقدر ما يركب فيا النقرس كي تفكرت درس متاع تربية مدنية قريتو في السنة الثامنة - في عهد بن علي -  قالتلنا فيه الاستاذة بالفم المليان : سنة  1997 بلغت نسبة التشغيل في تونس  112% ! معناها عام 97 العباد الكل لقاولهم خدم و قعدوا حاجتهم ب12% تسلفوهوم من كوالالمبور...  

   ثمة حاجة بديهية ولكن معظم العباد تجهلها، هو انو 100% نسبة تشغيل عمرها ما صارت من أول نهار ولات فيه البطالة مشكلة الدولة، على خاطر قبل في عهد السلف الصالح إلي فسر كل شي و كمل العلم الكل، الدولة ما عندهاش بطالة، لأنها بكل بساطة ماهياش مشكلتها. ثم ثانيا، 0% بطالة تشكل نقطة خطيرة و غير مستقرة في أي نظام إقتصادي من الشيوعي إلى الرأس المالي، كيفها كيف نسبة مرتفعة من البطالة، لأنو إذا ماعادش ثمة طلب للشغل، الأجور ترتفع ( مقدرة   التفاوض  تولي حصريا عند الخدام. إلي يولي يخدم ويتشرط) و هذا يخل بالتوازن الإقتصادي. الحكاية تظهر غريبة، أما اسألوا أي إقتصادي قرا عامين في الجامعة تاو يقوللكم إلي 0% بطالة أولى مش ممكنة في ظل مؤشرات إقتصادية متوازنة  وثانيا مخطرة على التوازن متاع الميزانية (équilibre budgétaire) خاصة في فترة متاع نمو إقتصادي ضعيف. الخطر هذا يتلخص في انو على قد ما تكثر نسبة التشغيل، على قد ما تكثر السيولة المالية (الأجور تزيد ترتفع) ونحب نذكر المتمكنين انو الظاهرة هاذي ماهياش Linéaire بما معناه انو كل مع نقربو من التشغيل التام كل ما الأجور وبالتالي السيولة المتداولة من الأوراق المالية تكبر بصفة أكثر.  و كان  نزيدو ناخذو في عين الإعتبار  القيمة المضافة للمنتوجات المطروحة للتداول أو  الإستهلاك  في السوق  إلي ناتجة على تدوير الفلوس هاذي، النتيجة الحتمية هي إرتفاع  التضخم المالي، وإذا كان التضخم أكثر من النمو تقولش عليك ما عملت شي بل بالعكس قاعد توخر !

   للملاحظة  التضخم هو إنخفاض قيمة الفلوس:  دينار عام 90 ماهواش دينار عام 2011... الناس تقول انو الدنيا غلات، وهذايا يشبه للإحساس بأن الشمس هي إلي تدور حول الأرض. في الواقع  ماهياش الدنيا  إلي  غلات وإنما  الفلوس قيمتها طاحت والأجور ما أرتفعتش بما فيه الكفاية باش تجاري النسق متاع التضخم إلي هو حاجة طبيعية ولا فرار منها في معظم اقتصادات العالم، وهذا ما يمنعش انو بعض البضائع تغلى بالرسمي، أما الإحساس بالغلاء عموما يكون مربوط بالتضخم.

   للمتمكنين من الموضوع، نحب نوضح انو الحالة الوحيدة والنادرة إلي التشغيل التام إلي ما يصيرش على حساب الموازنة المصرفية  هي حالة الموازنة الريكراردية وإلي تبرر المديونية العامة للدولة لا في سبيل الحد من البطالة (على خاطر في هاذي عموما الدولة ماعندهاش حلول أخرى بخلاف الإتجاه للإقتراض) وانما في سبيل تحصيل التشغيل التام. (الفائض المالي تستقطبه البنوك عبر الإدخار إلي باش تمشيلو العباد باش تحضر رواحها للإرتفاع في الضرائب - هاوكة الرابط للي يحبوا أكثر تفاصيل على الحالة الخاصة هاذي) 

   باهي من الآخر وباش ما نطولش، ما أبعد الغنوشي على هذا الطرح... السيد يحكي على تمويل داخلي اسمو الزكاة  للقضاء الكلي  على البطالة. تأكدوا انو أي أستاذ مالية (finance) باش  يقلو : صفر، خاطئ، خارج عن الموضوع !



 المصارف الإسلامية

   هذا موضوع فيه برشة لبس عند برشة عباد، وما يعرفوه كان إلي تعاملوا مع هذا النوع من البنوك. والدراسات إلي تعملت الكل على الموضوع كانت من منظور البانكة، والهدف من طرحي  آنا ليس القول بأن البنوك هاذي فاشلة، هي أبعد أن تكون عن ذلك لكن نحب نطرق للمسألة ولو سطحيا من زوز زوايا : من منظور الحريف، ومن منظور السوق الإقتصادية. لأنو منظور البانكة، وكون المنتجات المالية متاعها ناجحة وإلا لا ما يهمنيش برشة والحق يقال، ما كثر ربي كان الدراسات إلي تقول انو المنتوج المصرفي الإسلامي حاجة ليكس ومربحة (للبنوك) بأقل ريسك للبنوك و أنا لا اعارض ذلك. أما إلي يهمني بالأساس : المستهلك، و الإقتصاد و انعكاسات السيطرة البنكية متاع البنوك هاذي  على قطاع الإستثمار العقاري وعلى الإقتصاد عموما.

أولا البنوك هاذي عندها ثلاثة مبادئ تميزها: أولها أنها  تمنع الربا بالمعنى المادي : معناها ما تسلفكش فلوس باش ترجع أكثر منهم. ثانيها أنها لا تتعامل في المجالات "المحرمة دينيا" كي الخمور و الخنازير والبورنو و الكازينوات  (شوف عادة هاك السوق الإستثمارية  الكبيرة إلي حرمت روحها منها ) والمبدأ الثالث هو عدم التعامل بالغرار (spéculation)، وهذا في الحقيقة ما يخص كان المنتجات المشتقة (Produit dérivé) ولا يخص المنتوجات الحسية أو المباشرة.

   يقول القايل هاو حاجة هايلة وليطمئن قلبي... لكن إيجى نشوفو الواقع إلي يعيشو المواطن ونقارنو... لنفترض أنك تحب تشري دار بمائة مليون. في الحالة الأولى  تمشي لبانكة عادية، تسلفك ميات مليون وترجعهم على 20 سنة 130 مليون. معناها ضربوا منك 30 مليون. وفي الحالة الثانية، تمشي لبنك إسلامي، البنك الإسلامي  ما يعطيكش  فلوس  لأنو ربا وحرام على حد قولو، وانما يقلك أنا نشريلك الدار، أسكن فيها، أما نبيعهالك بعد 20 سنة ب130 مليون و خلصني بالشوية. ولات فيها بيعة وشرية الحكاية وماعادش ربا، يمكن قلبك اطمئن خويا المواطن أما مكتوبك باش يحسها كيف كيف، بل بالعكس ساعات ثمة بنوك إسلامية تكلفهالك  أغلى والعباد تمشيلها باش يطمئن قلبها. وسأترك للقارئ الحكم باش يقرر كان مقاصد الشرع الإسلامي  من تحريم الربا تحققت وإلا لا...

   الحاجة الثانية انو القروض إلي تعطيها البنوك هاذي ماهياش قابلة لإعادة الجدولة (restructuration de crédit)، لأنو العقد محطوط فيه 130 مليون ومحسوب على 20 سنة، كان باش تتبدل يولي كي الربا.  كان خويا المواطن صارلو حادث و ما نجمش يخلص  يصبروا عليه شهرين وإلا ثلاثة وبعد العقد يتفسخ، الدار تتباع باللي تتباع (وزيد من الفوق البانكة ما تتعبش برشة، الدار مازالت بإسمها)، تاخو   البانكة فلوسها، والباقي يرجعوه للمواطن إلي صرف ما صرف ماشي في بالو باش يملك ياخي طلع كان مشا كرا دار راهي جاتو أهون و هذاكا علاه نشاط البنوك الإسلامية معروف بأنو فيه أقل ريسك ليها، فلوسها ديما مضمونة. البنوك العادية بالطبيعة تقبل إعادة جدولة القروض. المواطن يتهرد فيها صحيح أما مش يخسر الكل في الكل وقلبوا مطمان.

   نجيو توا للنتائج والإنعكاسات متاع البنوك الإسلامية على الإقتصاد. أولا إلي يقول انو البنوك الإسلامية هي مثال ناجح والغرب يجري باش يطبق الشريعة في  الإقتصاد يكذب على روحو. الإقتصاديين عاجبتهم الحكاية على خاطر فيها برشة رأس مال ريحتو بالمازوط وعلى خاطر النشاط متاع البنوك هاذي محصور أساسا في الميدان العقاري. إلي فيه أقل ريسك استثماري (العقارات سومها في ظروف إقتصادية عادية ما ينجم كان يرتفع ) والنتيجة الحتمية لمثل هذه الإستثمارات هي إرتفاع أسوام العقارات، وإذا كان ما ثماش تمويل للقطاعات الأخرى لأنها أقل مربوحية أو أكثر ريسك  فإنو يمكن يخلق أزمة سكن لأنو الإقتصاد ما يتطورش بالقدر الكافي إلي يخلي سوق العقارات ما يكسدش (الديار تغلى و الناس شهرياتها هي هي ) . وتنجمو تشوفو الأزمة إلي صارت في الإمارات، البنوك إلي كلها إسلامية لغادي استثمرت في البني والعقارات، بناو وعلاو وحد ما ينجم يشري على خاطر غالي ياسر و البنوك زادت الطين بلة و ساهمت في تغلية الأسوام. (المشاريع الكبرى إلي تفرغ السوق من مواد البناء تزيد تساهم في إرتفاع أسوام العقارات على المستوى الوطني، تفكروا سماء دبي وقداش وصل ثم شكرا السيمان وبار الحديد ).

   على فكرة الشي هذا صار في تونس  مش في جرة  البنوك الإسلامية أما كنتيجة إنحصار  إستثمار رؤوس الأموال التوانسة في سوق العقارات، الميدان الوحيد إلي ينجمو ياكلوا فيه خبزة ولو قليلة مع الطرابلسية بعد ما إستحوذو على القطاعات الأخرى (الإتصالات / السيارات / التصدير والتوريد ...) وكنتيجة لذلك غلات الديار شي مهول في العشرية الأخيرة وتراجعت نسبة الملكية في تونس بشكل رهيب.



    بالإضافة إلى ذلك، ثمة ساكتور حيوي  إلي البنوك الإسلامية ما  تنجمش  تخدم  فيه وما تمولوش، وكان الدولة تولي عندها إقتصاد "إسلامي" على المقاس الغنوشي (معناها لا بديل على الإسلام، و كل ماهو غير إسلامي نطيشوه) باش نترزاو فيه بالرغم  إلي  هو أساسي في المالية المعاصرة : الساكتور هذا هو  التأمين.  التأمين (بكل أنواعو : على المرض / على القروض / على الحياة ...) ماهواش إسلامي برشة على خاطر حرام  أنك تعطي فلوس لواحد باش كان صارلك حادث تجيك خفافي... الله غالب ! ما لقاولهاش فتوى، دوروها شقلبوها لقاوها تتعارض مع الإيمان بالقضاء والقدر. وكي تجي تشوف البنوك الإسلامية تأمن القروض متاعها عند بنوك ماهياش إسلامية، كدليل انو النظام الإقتصادي هذا ماهواش متكامل ومستقل. صحيح إلي برشة ناس باش تجبدلي على نضام التأمين الإسلامي أو ما يسمى بالتكافل، ولكنه ضرب من التعاونيات لا أكثر ولا أقل، أنا هوني نحكي على  التأمين التجاري (تأمين الأعمال / الأسهم / القروض / الإستثمار ) إلي هو  محرم نصا ! ولا وجود لمثل هذا النشاط في الإقتصاد الإسلامي. السؤال إلي يطرح  نفسو يا سي الغنوشي : ماهي البدائل إلي يقدمها النظام الإقتصادي الإسلامي ...

   مجمل القول، ووين نحب نوصل. مانيش نقول انو المصارف الإسلامية الخاصة  حاجة خايبة، بالعكس حاجة مربحة وبقرة حلوب للي يخدموا فيها، ولكن أسلمة القطاع المصرفي العمومي والقطاع الإقتصادي ككل  ينجم ينجر عنو كوارث إقتصادية خاصة،  في بلاد كيف  تونس إلي  ماعندهاش مدخول قار كيف الخليج إلي عندهم البترول. هذا بالنسبة للإقتصاد، أما بالنسبة للمواطن فإنو بنك إسلامي وإلا لا ماهواش باش يحس فرق ملحوظ، لازمنا نتفكرو انو ما ثماش قطوس يصيد لوجه الله، وعمري ما سمعت ببانكة تعطي في الصدقة، البانكة كان ما تربحش منك فلوس ما تسلفكش وما تشارككش. و حسب تقديري الشخصي، صفة "حلال" إلي يحطوا فيها على منتوجاتهم البنكية ماهي إلا وسيلة ماركتينغ، وكيما قالو صحيبنا ولد الماطري : ليطمئن قلبي...


    في ختام التدوينة هاذي نحب برجع لكلام سيدنا الشيخ إلي كلو دمغجة ولعب على مشاعر الناس الدينية، و نقول للمنبهرين بكلامو إلي كان بالرسمي صح منها حكاية وجود إقتصاد إسلامي كنظرية متكاملة ومستقلة  - على خاطر نشك  في ذلك -  فإنو أولا مهواش متكامل وذلك يرجع لكونو المنظرين متاعو قدمو المصلحة متاع البانكة على مصلحة الإقتصاد الوطني وخرجولنا حاجة مبرولة  و أبعد ما يكون على الإستقلال المصرفي (قطاع التأمين ) و في إنتظار انو الإقتصاديين الإسلاميين يجيبولنا حاجة أقل تبرويل، فأنو سيدنا الشيخ لازمو ينقصلنا شوية من الدمغجة تحت شعار الإسلام هو الحل، على خاطر الحلول الإقتصادية إلي يحكي عليها ماهياش حلول وانما لعب على الذقون ودروشة وأقرب ما يكون لبيعان القرد والضحك على إلي شاريه.


lundi 6 juin 2011

ثورة تبحث عن رَمز ... و ما لقات كان الرِمز و وخوه !

22 commentaires
   عدنا بعد هالغيبة الطويلة على المدونة  بالرغم أني ما بعدتش برشة على المستجدات، واكتفيت بالتعليق على الفايسبوك على الأحداث من غير ما نتعمق ياسر ويمكن يرجع ذلك إلى انو ماكانتش عند الرؤية الواضحة إلي تسمح بأن نعطي تحليلي الشخصي لما يحدث دون الوقوع في مشكلة المعلومات إلي ديما تقعد منقوصة... خاصة في ظل الأحداث المتسارعة و النقاشات إلي تتحل في أمور تخليك باهت في هاو الراجحي صوروه بالسرقة  وهاو لاخر اغتصبوه وهاو هاذا مقدم أول في الداخلية  شدوه، وهاو المتلوي ماكلة بعضها ! الحاصل تجي تفهم تدوخ، تدوخ شي ما تفهم.


   ثورة وإلا لا... ذيس  ايز ذي  ذو كوشن!

أنا من ناحيتي نعتبرها ثورة في جانب واحد، في انو العباد وصلت قالت صباح الخير لبعضها وبدات تفيق إلي في تونس ثمة عباد كانت مش موجودة على الساحة الإعلامية و إلا الإقتصادية والإجتماعية وبعد أربعطاش جانفي توجدت... أختي صحة النوم!؟ ما في بالكش إلي عندنا في تونس عباد تعتبر انو من حقها إغتصاب البنات إلي ماهمش "ساترين رواحهم" على حسب تعبير سي الغضبان ؟ خويا أشبيك تصدمت كي ريت عباد تقتل في بعضها في المتلوي ؟ ياخي جدت عليك الوطنية و نحنا الجود نحنا الكرم  و الأناشيد متاع صوفية صنادق ؟  يا شيخ! اش بيك كشاكشك طلعت كي ثمة توانسة وقفوا ضد تسكير المواقع الإباحية ؟ جدت عليك إلي التوانسة برابولاتهم معدلة كان على النايلسات ؟ اليوم الناس الكل فاقت إلي الناس الكل مش كيف كيف... والغلبة فين ؟ أنهم لقاو رواحهم شركة في " ثورة"، وثورة بلا رمز، بلا بطل، بلا قائد مظفر عتيد يمثل الرجولة والشهامة العربية الإسلامية اللائكية الماسونية الصهيونية... كل واحد طاح يملس  و يفركس على مجموعة قيم وعلى منظومة أحيانا أخلاقية وأحيانا قانونية وأحيانا عرفية و أحيانا برشة  حزبية باش يأطر الثورة هاذي... لكن وبكل بساطة هذه ثورة لم تسبقها ثورة فكرية... وكل ما يأتي بعد ذلك فهو باطل ومزيف! العقليات هي هي، وهذه الثورة غير قابلة للتعليب و كل صنم يتبنى يطيح في ظرف وجيز! أبدا بسي البوعزيزي إلي كان رمز الكرامة  وبعد العباد إستينفو، خاصة أمام الحقائق إلي طلعت بعد مدة تثبت انو عون التراتيب ما تجناتش عليه... ثم  جاء  رشيد عمار البطل إلي رفض أوامر بن علي و جاء في صف الشعب، وبنفس الطريقة إستينفت العباد و خذا النصيب إلي كتبلو من  الديغاج الإفتراضي !


آشكون جاب بنوطو الربح
باش نزيدو نفهمو علاش الثورة هذي ما تسبب فيها حد، لا شعب ولا سرياطي ولا عمار ولا  شافية رشدي على حد قول بابا عزيزي إلي في القصبة،  وإنما مجموعة ظروف وعوامل اجتمعت أدت إلى ما آلت إليه الأمور، لازمنا انقصو شوية من الدوزة الثورية ونكونو واقعيين شوية... الثورة هاذي، باش نكون متفاهمين، من منظورها السلطوي لا تعدو ان تكون مجرد هروب أعلى هرم السلطة، إلي طاحت فيه العباد الكل مشطة وركبة عملا بالمثل الشهير: البقرة إلي تطيح تكثر سكاكنها. بعبارة اخرى ما صارش انقلاب كلي في السلطة ولو انو بن علي كي هرب ماهياش شوية. 

   تراه نزيدو نرجعو لبن علي وكيفاه هرب.  إلي ماشي في بالو إلي واش وقداش ألف متظاهر في الافيني  هوما إلي خلاو بن يهرب راهو واهم ياسر. إلي صار- و هذا حسب برشة روايات متقاطعة - انو بن علي، بحكم انو بهيم وجبان في نفس الوقت، مشا في بالو إلي نفس الأساليب إلي  مشات  سابقا في أحداث الحوض المنجمي باش تعطي مفعولها في مشكلتو مع المتظاهرين : إعلام ينوه بالمكاسب، قرارات ريادية، وعود خيالية بتنمية تخلي المشلول  يقوم يجري على ساقيه... و بالموازاة، قمع بوليسي وإعلامي. الخطة هاذي مشات قبل على خاطر العباد ما تسمعش و مافي بالهاش، أما في 2011...  التكتيك هاذا كلا كبوط بفضل غزارة النقل على وسائل الإعلام الموازية ولي كان عندو المستوى اللازم من الدقة و الحرفية باش وسائل الإعلام التقليدية و العالمية تستغلو وإلي خلى الإعلام التونسي، جهاز بن علي رقم 2 بعد الأمن في التسلل.
   هنا تظهر بهامة بن علي، إلي في عوض ما يبدل التكتيك، طلع من أتباع  المقولة : إذا العنف ما نفعش فذلك دليل على أنك لم تستعمله بالقدر الكافي...  وعطا أوامر بإطلاق النار و بقتل وترويع  المتظاهرين، وحاول يدخّل الجيش في المعمعة. لكن كبار المسؤولين الأمنيين ومنهم رشيد عمار رفضو التحرك دون أوامر مكتوبة على خاطر شموها قارصة. الراجل من شيرة يقول الكرتوش مش مبرر ومن شيرة يعطي في أوامر باش يقتلوا العباد، خافوا لا يمشيو فيها أكباش فداء و رشيد عمار أصر على الأمر الكتابي باش يحمي روحو، خاصة إلي الحكاية ولات مطولة شوية، وطرف الكرتوش إلي ضربتهم فرقة الجيش  إلي تحت قيادتو  في منزل بوزيان ما كفاوش باش تركح الأمور. الناس الكل تعرف انو البوليس يضرب بالكرتوش، أما كان باش تولي معروفة عند الناس  إلي الجيش زادة يضرب بالكرتوش والقنابل أول ما تخلى باش تخلى على راسو ... ولذا حب يحمي روحو وتردد في إتباع سياسة بن علي إلي كانت ديما الهروب إلى الأمام. ومع تسارع الاحداث، صارت حالة هلع (Panique) في أعلى هرم السلطة وخاصة في جهازها الأمني، وبن علي الخواف ما عاد يعطي الأمان لحتى واحد، وكي شاف انو العباد إلي دايرة بيه ما حبتش تتبعو في المخطط متاعو على خاطر خافوا على راوحهم، تفجع هو زادة وقال لازم فيها إن الحكاية و بما انو ديما مفجوع من المؤامرات، هز روحو وهرب بسروالو إلي  يقطر من البول. و بعد ما هرب الخواف، القيادات الأمنية بما فيهم الجيش مشى في بالهم إلي السرياطي ينظم في إنقلاب ياخي عيطولو للعوينة، مشا هو كي الزكيم ما في بالوش إلي عرفو شد الرحال، وكي خلط، استقبلوه بكلبشات في إنتظار أنهم يفهموا شنوة صار.

    ولذا الحكايات الكل إلي تحب تعطي وسام الشرف لزيد أو لرشيد في الثورة وتحاول تصنع منو المنقذ كلها حكايات واهية كيما حكاية فرقة مكافحة الإرهاب إلي ارغمت بن علي على الهرب، خاصة كي نحطو نصب أعيننا شكونو بن علي إلي شد البلاد 23 سنة بالأمن و البوليس : عمرو لا يخلي واحد في رتبة حساسة كان ما يبداش  عندو  ولاء مطلق، و بن علي إلي الجنرالات يبدلهم كل عامين ثلاثة سنين و بعد يخرجوا للتقاعد ولذا صعيب ياسر انو مسؤول أمني سامي يكون عندو فكرة الإنقلاب و خاصة إلي  نهار 14 جانفي، بن علي ما خلطش للضعف إلي يخلي الإنقلاب عليه حاجة في متناول العباد إلي كانوا دايرين بيه وإلي ما كانوش يكونو لغادي كان ماجاوش معروفين بولائهم المطلق.

من أنتم  في عهد ما بعد بن علي؟
    باهي هاو مشا بن علي توا... سلكناها ؟ كي تجي تشوف ما تبدل شيء، مش على خاطر حكايات حكومة الظل و هاو جيوب الردة و نظرية المؤامرة، بن علي مشا أما نظامو ما مشاش بكل بساطة لأننا نحنا كتوانسة مترسخ فينا نظام بن علي، كلنا بن علي بشكل أو بآخر. ثقافة الحريات إلي تقوم على أساس وعي حقوقي وفكري بمفاهيم كيف المواطنة و المؤسسات و القانون غير موجودة. بن علي كي هرب خلى حطام مجتمع، صحيح يعرف يقرى ويكتب ولكنه لا يعرف التعامل مع الآخر المختلف عنه. بن علي  كان يسرح  بينا كي الهوايش وإلي يخرج من القطيع يعطيه على راسو، العباد كان تاكل وتجتر من غير ما يحكي واحد مع الاخر ويوعى بمشاكلو، على خاطر كان كل واحد يوعى ويحس بمشاكل غيرو تاو الناس الكل تفيق إلي مشكلتها مشكلة واحدة  : الراعي. بن علي هرب، وخلا الشعب التونسي مجموعة هوايش مستغربة و مندهشة لاكتساف هوايش اخرى في القطيع عمرها ما راتها وإلا سمعت عليها... و أول رد فعل طبيعي هو رفض الآخر بإعتباره خارجا عن القطيع وبدا  الحديث على الهويـة ليفتح الباب لنقاشات فاشية اقصائيـة... نسبة صغيرة من الوعي كانت تكفي باش نتجاوزو النقاش هذا. لكن أنتروبولوجيّا و سوسيولوجيّا،  الشـر هذا واقع لا محالة و النقاش هذا دوامـة يصعب اجتنابهـا في مجتمع مازال كي بدا يتعـرف على نفسو... 

    هذا  النقاش على الهوية خلى العباد والأحزاب والحكومة كل واحد يحب يعطي للثورة هاذي رمز وإلا عنوان لكي يسهل ترويضها: من ثورة الكرامة و ثورة الحرية ... إلى ثورة الخبز، و الشقانس الأروبيين سماوها ثورة الياسمين و لاخر متاع الخليج إلي ريحتو بالمازوط قالك ثورة الإسلام و الخامنائي متاع   إيران قالك هاذي ثورة كيف متاعنا... لكل هؤلاء نقوللهم زايد تتعبو في رواحكم. الثورة هاذي ما جابتش الكرامة لحد الآن  على خاطر المجرمين ما تعاقبوش على جرمهم. ماهياش ثورة حرية، على خاطر شعبي لا يفقه في الحرية شيأ، التونسي ما يستعرف كان بحريتو هو وفقط.  ماهياش ثورة الخبز على خاطر العباد إلي تعيط خبز وماء وبن علي لا طلعت تبلعط علينا، بن علي مشى من هنا  وهوما طاحوا يطالبوا بالزيادات...  "الثورة" هاذي قاعدة لتوة تفركس على رمز وبطل... أما ما لقات كان الرِمز - بكسر الراء - وخوه. 


الثورة تبدأ من هنا...

    مانيش من أنصار "كبر سعدك قالو توا"، و الشعبوية الرخيصة من  أبغض ما يكون  في  نظري لكن  بالنسبة ليا، ومقارنة مع طموحاتي الصبيانية، إلي صار في تونس ما انجم نسميه كان  انعتاق وفقط.  و في إنتظار بلوغ درجة الوعي الكافية لإستيعاب اللحظة، فلول النظام البائد باش يبقاو منا فينا... ألمانيا ما تخلصت من النازية كان كي تكون  وعي مجتمعي بخطورة الخطاب العنصري و الفاشي... كيف كيف، ما نتخلصو من التجمعية كان كي تولي الرشوة و المحسوبية حاجة مذمومة و مكشوفة ومفضوحة، و كان كي تبدا السرقة والإعتداء على أملاك الغير وحريتو حاجة مكروهة يتصداولها الناس الكل و المجتمع يكون قائم على مبادئ... مش كيما أسامة عاشوري إلي الفايسبوك طاح فيه ركبة بمجرد ما خرجت إشاعة انو مثلي... كاينو المثلي كي يغتصبوه ميسالش.  التجمعية ما نتخلصو منها كان كي إنحيو الصنصرة ومصادرة حق الغير في التعبير تحت أي غطاء : ديني، سياسي، عرفي، أخلاقي...  في غياب النسبة الكافية من الوعي إلي تمنع  العباد من التتناحر في المتلوي بسبب العروشية، باش يقعد المجتمع التونسي للأسف في بحث لاواعي - ناتج عن حاجة عفوية إلى النظام -  على  قائد  يصنعو بيديه  باش  يسكتلو و يقمعلو الطرف المقابل متاعو، و باش في الآخر القائد هذا   يستفرد  بيه و يدور عليه.

   في الختام، ريت برشة عباد كيف ياسين العياري و لينا بن مهني مفجوعين ويحذرو كل دقيقة من التجمعيين إلي هوما ورا كل مشكل وفتنة في هالبلاد، وعندهم الحق كي يقولو إلي حتى شيء ما تبـدل، أوافقهم التشخيص ولكن أختلف معاهم جذريا في التحليل والرؤى... لأني بكل بساطة لا أعتقد انو كان تخلصنا من التجمعين إلي في مواقع القرار والسلطة والنفود باش يكون وضعنا خير بياسر. بطريقة أخرى، ربط  الإنتقال الديمقراطي بمحاسبة التجمعيين ومنعهم  من الحراك هو  ربط شعبوي وغير معقـلن. الشعب التونسي كان يتغـربل من التجمعيين في الوقت الراهن ما يعطيكش شعب ديمقـراطي، انما يفـرزلك تجمعين جدد بثوب آخر، بشعارات أخرى، بإيديولوجية أخرى، ولكن بنفس العقلية. و هذاكا علاش بالرغم من ثقتي المنعدمة في حكومة السبسي على المستوى السياسي و محاسبة المجرمين، فإني ما نقبلش تحميلها  هي فقط المسؤلية الكاملة. نحمل المسؤلية زادة  للقضاء إلي لاهي في البيانات و في هاو ماناش مستقلين، و كذلك  الأحزاب إلي لاهية تجبـس لمنخرطيها و إلا لاهية في التكبير والإستغفار  ولتوة لا رينا منها تصرف  وإلا  رد فعل متع احزاب حكـم، لازم القضاء والأحزاب  يفهموا إلي ماهمـش أقل تواطؤا من الحكومة إلي يتهموا فيها   وقت إلي القضاء  ينجم يبادر بحلان التحقيقات وما يقعدش يستنى في  الحكومة باش تحن عليه  بدوسي و وقت إلي يفهم أنو باش يكون مستقل لازم يتصرف بإستقلالية مش يقعد ينـوح عليها...  و كذلك الأحزاب إلي ينجمو ممثليـها  يوريونا مهاراتهم الديبلوماسيـة عبر التحول إلى المتلـوي  و المساهمة في حل المشاكل وترييض الجـو.

   في إنتـظار كل هذا... نقوللكم مبروك الإنعتاق وانشالله عرفنا الجاي يكون أكثـر رحمة وأقل مصـروف من بن علـي و انشالله هذاكا حد الباس.