vendredi 26 août 2011

النظام البائد وجيوب الردة وما أخيبك يا صنعتي عند غيري

21 commentaires
   "النظام البائد" و "جيوب الردّة"، تعابير  من مجمل التعابير إلي ولاّت كي اللّوبانة من فمّ لفمّ و كأنّـي بيها جات باش تعوض مفردات مثل "تونس الغد" و "التحول المبارك" و "السياسة الرشيدة" و "الرؤية الاستشـرافية". و النظام البائد في الواقع تعبير عندو معنى و دلالة كبيرة. ولكن إستعمال التعبير هذا فين  ما يجي وفين ما يجيش، كيف كلمة "ماشاء الله" إلي يبلاسيوها المتديّـنين الجدد كيما يبلاسي أي جبري جوكار في كف رامي، وكذلك عدم وعي  مستعملي الكلمة هاذي بمقصودها يخليني للأسف نزيد قناعة بانو الثّـورة هاذي قامت باش تنحّـي راس ثوم وتحط راس بصل في بلاصتو. وكأنو الديمقراطية في المناخ التونسي يختـزلها المثل الشعبي : "في الهمّ عندك ما تختار".

   برشة ناس يعيبو على القضاء والحكومة حاجة سماوها شخصنة النظام. أو بطريقة أخرى : التعامل مع مشكل الفساد وكأنو بن علي هو سبب كل شيء وانّو كيف يطير بن علي وبعض أعوانو باش تنظاف البلاد، وهذا بالطبيعة غالط و زايد نطوّلو فيه الحديث على خاطر يظهرلي الناس الكل متفاهمين انو دائرة الفساد، على الأقل من الناحية الأخلاقية، أكبر بياسر من الدائرة المقربة لبن علي و الطرابلسيّـة. الفساد تلقاه حتى عند المواطن البسيط إلي يحل شباك على جارو بطريقة مخالفة للقانون و يبدا ما على بالوش على خاطرو مستقوي بصحيّـبو رئيس المركز. المشكل الوحيد انو بخلاف قضايا الفساد المالي إلي في دولة كيف تونس أغلب معاملاتها المالية تتم نقدا و يصعب تقفّـي آثارها، فإنو يصعب زادة تتبع الطحانة من طينة السيدة العقربي على أساس قانوني سليم. الله غالب القانون التونسي لا يجرّم الطحين. 

   نعرف إلي شيء كيف هاذا يغيظ، لكن ثمة زوز حلول، الحلّ الأول أنك تتبع القانون و تحاسب المتورطين على تجاوزاتهم للقانون ووقتها لازم نعرفو انو مشوار طويل و ما يتخدمش بالساهل وبالتبلفيط متاع محاميي الإدّعاء إلي يبرولو الخدمة ويعطيو دوسي شبه فارغ ضد التكاري والزواري وبعد يخرجوا يعيطو "قضاء متواطئ وفاسد" و لهنا على سبيل المثال، نذكر انو التكاري يحاكموا فيه على قضيّة متاع إمتلاك عقار "مطعم" بطرق غير قانونية،   وهي حكاية لا علاقة لها بإفسادو للمؤسسة القضائية و هذا باش تشوفو عبقرية و وطنية و نضال و حرفية المحامين إلي رافعين القضية و إلي زعام كان يمدّو في وجوههم للتلفزة و يفركسو في الإشهار لرواحهم.

   أما الحل الثاني فهو أن تخالف القانون، و تعمل محاكم تسميها محاكم ثوريّـة و ترمي الكل في الحبس بتهمة "الإنتماء للسلطة في عهد المخلوع" و أنا في الحقيقة الحل الثاني ما نرتاحلوش بالكل لأنو أولا ماناش باش نربحو منو حاجة كبيرة على صعيد إرساء وتحقيق مبادئ العدالة الحقيقية، وثانيا التجاوزات إلي ممكن تاقع تنجم تولي حجّـة باش يعاودوها ناس اخرين فيما بعد وقيّـد على الثورة. و كمثال للفكرة هاذي، نذكّـركم بالمحاكمة السريعة (expéditive) متاع التجمع الدستوري، وإلي في ظرف جلستـين تحكم بحل الحزب. وهاكم تشوفو في النتائج. أولا الدّوسي تسكر بسرعة خيالية، ماعادش ثمة تجمّـع، ولذا كل ما يتعلّـق بالفساد إلي أطّـرو هذا الحزب من تزوير للإنتخابات، من رشاوي، من تحيل، من إنتزاع للملكية العامة بدون حق، من إرهاب وتجسس على المواطنين، الكلها دوسيات تسكّـرت معاه، وبالتالي المواطنين والأشخاص الماديّـين والمعنويين إلي تضرروا من الممارسات هاذي الكلهم حقهم ضاع، و حتى كان ما ثماش حق مادي، فأنو حقهم المعنوي في إعادة الإعتبار أو حتى معرفة الحقيقة مشى في جرة المطلبية الشعبويّـة متاع "الشعب يريد حل التجمع". هاكم شفتو بالكاشف آثار المحاكمات السياسية إلي ما تنجّـم تكون كان بالتبلفيط هاذا. تشاوشيسكو دكتاتور رومانيا حاكموه على أكثر من 25 سنة دكتاتورية ووفساد في قضية دامت ساعة وحكم عليه بالإعدام، وبعد ندموا، على خاطر شطر  الحقائق ماتت معاه.

   النتيجة الثانية للمحاكمة السياسية هاذي تتمثل في نبوت احزاب تجمعية بنفس الطريقة إلي يرجع بيها الكونسار بعد الشيميو، وزيد من الفوق عندهم القباحة وقلة المعروف إلي تخليهم يقولو أنهم "دساترة" وماهمش "تجمعين" و قلة الحياء  توصل بيهم لحد انو أحد زعمائهم يصرح انو إلي قاموا بالثورة دساترة و انو الشهداء دساترة زادة. ولهنا الأمانة التاريخية تحتم عليا أن نقوللكم انو الدساترة انقرضو من السبعينيات. ولذا يمكن علميّـا وعمليّـا تصنيف الدساترة ضمن الأحزاب الرجعيّـة. وبما أني إنسان عاش وترعرع في إطار السياسة الرشيدة و الرؤية الاستشرافية و النظرة المتبصّـرة و قيم التحول المجيدة، فإني أناشد فخامة سيادة شعبي أن يلتف حول مقاومة هذا التيار الرجعي، و باش "نبلور" الفكرة هاذي بمقترح ندعو فيه كل مواطن تونسي باش يشد جربوع دستوري يبصقلو على وجهو مثلا وإلا يعطيه شلبوق ويسبّـلو والديه تحت شعار "إرساء مبادئ الحوار" إلي قعدو التجمعيين طول مدة ثلاثة وعشرين سنة وهوما يحفرولو في الساس متاعو باش في الأخير يخرجولنا  بحاجة منتنة كيف هاذي.

   بعد هالفسحة الترفيهيّـة مافيها باس نرجعو لصلب الموضوع. كيما سبق وقلت، الناس تعيب على الحكومة والقضاء "شخصنة النظام" على حد قول سي المرزوقي،  أما في الواقع ما أخيبك يا صنعـتي عند غيري، على خاطر المواطن التونسي زادة عندو ما يقول في روحو في ميدان شخصنة النظام وإختزالو في التجمعيين. التونسي كي ينادي بالقطع مع الماضي، في الحقيقة يسعى إلى القطع مع أشخاص الماضي وما يقلقوش إستعمال أساليب وعقلية  الماضي في سبيل هذا الهدف، ولهنا كي نقول التونسي، نحكي في المطلق غير العام ( على خاطر أغلبية الناس يا من الفرايجية و إلا من التوابع).

    أول الناس إلي يخصّـهم القول هذا أدمينات باجات الفايسبوك، إلي استانسو بسبّـان وثلب الناس المختلفين معاهم في الأفكار أو في التوجهات و تخريج الإشاعات حولهم بدرجة تخلي الفقمة علي بن نصيب و الجربوع عبد العزيز الجريدي يكونو  فخورين بالجيل إلي ساهموا في تكوينو. (ننصحكم تنـزلو على الزوز الروابط الأخرانين باش تشوفو العرض متاع الأساتذة في فن الصحافة الصفراء)

   النوع الثاني من الناس إلي يخصّـهم القول هذا هوما العباد إلي من نوع ياسين العياري، عفوا ياسين بن الطاهر العياري. إلي ينتهج مبدأ "سبّ الناس الكل  وعيّـط دماء الشهداء وإتّـهم الناس الكل بالعمالة - حتى نواة ما سلمتش منو - باش تظهر إنت أشرف واحد في الطرح". بئس النضال إلي يخلي واحد يوصل يخرّج فيديو يقول فيها : نجيب الشابي ناشد بن علي في الانتخابات و مصطفى بن جعفر كان من ميليشيات الصيّـاح في حين انو الشابي قاطع الإنتخابات في 2004، واعتبرها "مسرحية" و مصطفى بن جعفر كان لاهي في تأسيس حركة الديمقراطيين الإشتراكيين مع مواعدة والمستيري وقت إلي الصيّـاح شد الداخلية و هاذي معلومات من الممكن أي واحد يثبتها في أي بلاصة. و الأدهى والأمر انو أنا وعزيز عمامي و هيثم المكي و غيرو كلمناه باش يصلح المعلومات هاذي، فكان ردو ساهل ياسر : بلوك لشخصي الحقير و تجاهل للنداء هذا وعاود نشر الفيديو هذا عدّة مرات. مش هكّـا باش تقطع مع النظام البائد سي ياسين. دماء الشهداء والتشهير والكذب لا تجتمع معا ! أما الله غالب للضرورة الإنتخابية أحكام.

   ثالث الناس إلي يخصّـهم القول هاذا هوما العباد إلي تساهم في نشر الأنتوكس والثلب وهوما في الحقيقة ناس عاديين و لكنهم سذج، و مانيش باش نحشم كي باش ننعت أكثرية الشعب التونسي الإفتراضي بالسذاجة. لأنو التونسي يصدق بسهولة الأكاذيب إلي ماذابيه كان تكون صحيحة، ولذا تلقى عباد تبارتاجي في "النهضة تملك أسلحة" و "النساء الديمقراطيات عاهرات" و "التكتل ناشد بن علي" و "النهضة ستتدخل لردع المجاهرين بالإفطار في رمضان" و إلا أكاذيب ضد الحاكم كيما الفيديو إلي دارت على الفايسبوك و إلي عملها تحب يقنع الناس انو البوليس ضرب الكرتوش بدم بارد على متظاهر وبعد رماوه من الطاق الرابع باش يعديوها إنتحار... و بخصوص الانتوكس نحب نبعث بصقة افتراضية على وجوه مواقع كيف واب تونيزيا و مطران و تونيزياقوقل إلي راس مالهم صناعة الانتوكس في هاو بلحسن دغروه وهاو ليلى حبت تنتحر، وفي الحقيقة هاذي مواقع اصحابها يسترزقو منها عبر القوقل ادسونس (google adsense) و قد ما عباد تزورهم وتكليكي قد ما هوما يدخلوا فلوس من الإشهار. جرذان كيف هالرهوط هاذي لازم مرة وحيّـد فيهم يتشد ويتحكم عليه بخطيّـة باهية متاع العمر كلّو  -من غير حبس-  باش يتربّـاو وينقصوا من الصعلكة الإلكترونية.

   في الواقع التجمعيين كأشخاص هوما الجزء الظاهر من النظام، رغم أني متأكد انّـو شطر العباد ناقمة عليهم على خاطر ما خلاّولهمش الفرصة باش ينتفعو بالفساد. واحد كيف بسيكو م إلي ولى "رمز ثوري" عند البعض ما كانش يتردّد وقت إلي تجيه فرصة باش "يغنّـي" في شعبة ( حفلة دار التجمع قصر هلال - 2010 إلي بطلت في آخر لحظة وغيرها... ). أما الجزء المختفي فهي العقلية المتجذرة الناتجة عن سنوات التكلّـس الفكري، وإلي تخلي الإسلاميين يسخايلو رواحهم الوحيدين الموكول لهم الحديث بإسم الإسلام، والشيوعيين الوحيدين الموكول لهم الحديث بإسم الفقراء والطبقة العاملة والبقية بورجوازيين عملاء الإمبريالية... إيه! حتى ايتام ستالين عندهم ما يقولو في رواحهم في مجال إتهام مخالفيهم بالإزدراء الطبقي، التهمة إلي تشبه شوية للإسلاموفبيا في قاموس الشيوعيين.

   وباش يزيد يبان للقارئ مدى تجذّر العقليّـة هاذي متاع الطحين عند التونسي، نذكّـر انو لما قام حزب النهضة بتنظيم الأعراس الجماعية وتفريق الفلوس والحلوى والجاردور على الناس و حتى شراء الأصوات على المباشر ، أنصارو قالوا انو عمل خيري و يندرج في إطار تطبيق المبادئ الإسلامية و إعانة الفقراء وهاك اللوغة، وكي قلنا راهو شراء ذمم ورشوة سياسية، اتهمونا بالإسلاموفوبيا و التهجّـم على النهضة... على فكرة الأساليب هاذي تجمعية بحتة، حتى التجمع كان يطهّـر لولاد الزواولة ويعطيهم كسكروت - مش خير من كسكروت الشابي احقاقا للحق - ويطلّـعهم في كار مكتوب عليها "هدية سيادة رئيس الجمهورية لمركز المعاقين براس لمبوط" ويهزهم يحتفلو بعيد الشجرة في جو بهيج من التصفيق و الهتافات. التصفيق مازال و الهتافات مازالت بل تطورت من "الله أحد الله أحد وبن علي ما كيفو حد" إلى "التكبير". وحتى الإجتماعات ما تفرقش برشة في جوها وفي لغتها الخشبية على الجو القزوردي... أما يالله! ميسالش خلينا نقولو القرد في عين امّـو غزال، ومادام أصحاب الفرح فرحانين آش ما دخلنا فيهم...

   هالجو العالمي متاع الأفراح والمسرّات يفسد وقت إلي يدخل على خطّ الطحين و سوق شراء الأصوات واحد شلاكة كيف سليم الرياحي و حزبو إلي طلع كيف البـني الفوضوي متاع الكرم : في يوم وليلة السيد صبح يفرّق في كرادن محطوط عليهم شعار الحملة الدعائية متاعو ويلمّ في حضبة من الفقراء والمعوزين في جو متعفّـن يميّـزو إحتقار تام لكرامة المواطن. الموقف المقرف هذا في الواقع ما يفرقش برشة على أعراس النهضة إلي يعلّـقوا فيها من تالي وراء الركح الشعار متاع حزبهم بالكبير وإلي الحاضرين فيها من حزب النهضة أكثر من امّـالي العرس، وزيد من الفوق يعطيو لرشودة وأعوانو الطاولة الأولى من القدّام، وأسمع يلّي ما سمعتش... وكيما قالوا ناس بكري، صاحب صنعتك عدوك، قامت الناس تستنكر على الإتحاد الوطني الحر تصرّفاتو ومنهم أنصار حزب النهضة على الفايسبوك إلي وصفو تصرفات حزب سليم الرياحي بالتجمّـعية... بدون تعليق.

   من جملة ردود الفعل إلي خلاّتـني باهت شوية، رد فعل سي المرزوقي إلي طالب الحكومة بتتبع سليم الرياحي قضائيا... بالله على شكون تترهدن يا سي المرزوقي؟ على أي أساس قانوني تحب تتبع الرهط هذا في حين انو القانون الحالي للأحزاب لا يجرّم مثل هذه التصرفات؟ وفي حين أنك إنت وحزبك كنتم من المعارضين لإصدار قانون جديد للأحزاب بتعلّة انو "ماهواش وقتو" و ماهواش "حاجة ملحّـة"... للأمانة، نذكر انو الديمقراطي التقدمي كان عارض زادة مشروع القانون هذا على خاطرو يحدّ من الطاقة التمويلية لرؤوس الأموال، وكأنو ما تنجّـم تكون حزب في تونس كان ما ترشي الناس وإلا تصدم على الساحة السياسية بقوة الفلوس والتعاقد مع رؤوس أموال الله أعلم بخنّـارهم...



في الختام نحب نذكر انو التجمعيّـين ثلاثة أنواع سيدي خويا:
- التجمّـعي إلي كان بكوارطو وهي راتسة يجوز اعتبارها من فصيلة الجرذان و يسمح بإجراء التجارب المخبريّـة عليها في سبيل التوصّل لعلاج ناجع ضد هذا المرض.
-  النوع الثاني هو التجمعي إلي ماكاناش تجمّـعي أما كان بودّو انّـو يكون تجمّـعي لو جاتو الفرصة. وهو في واقع الأمر ما تقلّـقوش السرقة والرشوة و الكذب والطحين أما يقلّـقوه السراق والمرتشين والكذابين والطحّـانة الأخرين إلي ينجمو ينحّـيولو و إلا يقسمو معاه خبزتو.
-  النوع الثالث هو التجمعي الفرايجي، إلي يشوف العيب و يعمل روحو عين رات وعين ما راتش على خاطر السيد إلي يعمل في العيب من أحبابو وإلا من رفاقو في الأفكار و بعد كي تجي تقلو شبيك ما تكلمتش كي شفت الغلط يقولك ماهو كان ننتقد صاحبي تاو "عدوّي" يستغل هذا ضد أصحابي... نفس لغة برهان بسيس متاع تسفيه المعارضين و تغطية النقائص قدام البراينيّـة لحماية صورة البلاد.

* لاحظوا مليح انو لا وجود لأساس علمي دقيق لبعض التصنيفات إلي تم تداولها مؤخّـرا من قبيل "التجمعي النظيف" و"التجمعي الشريف".

   بإختصار، التجمّـعي هو إنسان ماعندوش مبدأ، أو بالأحرى المبدأ الوحيد إلي عندو هو : "الغاية تبرر الوسيلة". ولذا أخي المواطن كي تحب تحكي على القطع مع النظام البائد لازمك تقطع مع هالأنواع هاذي الكل من التجمعيين وخاصة النوع الأخير لأنو هو أصل النظام البائد و أساس الإنتهازية و الوصولية.