عيد الجمهورية، نهار من النهارات إلي كان - وممكن مازال - ما يعني شيء لعامّـة التوانسة، وهو في الحقيقة نهار عندو رمزيّـة كبيرة. نهار تم فيه الإنتقال و لو صوريّـا من نظام ملكي أي نظام البايات، إلى نظام جمهوري. و بما انو من ضمن الأهداف إلي تحققت في الثورة هاذي هي إسترجاع الرموز الوطنية، كيف العلم والنشيد الرسمي والمواطنة فإنو مافيها باس كان نسترجعو معنى الجمهورية من جملة الحاجات إلي تسرقت و غارو عليها التجمّـعيين الي تنكّـرو توّة في ثوب الدستوريين، و خربوا الجمهورية وما خلو حد يقول كلمة معاهم بتعلّـة أنهم هم من خلّـص البلاد من الإستعمار وهاك اللوغة إلي بدات بمنطق شدوني لا ندوخ عليكم ووفات بمنطق سكّـر فمك و احمد ربي إلي إنت عايش.
باهي، آش معناها الجمهورية؟ الجمهورية بكل بساطة هو نظام حكم يختار فيه الشعب ممثّـليه على عكس أنظمة أخرى يكون فيها الحاكم فارض الشرعية متاعو يا بالوراثة كيما في الأنظمة الملكية وإلا بالدين كيما في الدولة الدينية وإلا بقوة السلاح كيما في الأنظمة العسكريّـة (على فكرة التعريف هذا أثار حوار مهم ما بيني أنا و عزيز عمامي تلقاوه منشور في التعليق الثاني المصاحب للتدوينة هاذي). مفهوم الجمهورية في المطلق حاجة باهية و مثالية و في الحقيقة ماهواش جديد ويرجع لعهد الإغريق من زمان جمهورية أفلاطون ولكن تطبيقو و تفعيلو على أرض الميدان هو إلي يعمل الفارق. مفهوم الجمهورية ينجر عنو مفهوم المواطنة إلي يربط أفراد الشعب، على عكس مفهوم الرعية إلي يكون مربوط بالأنظمة الملكية. حسب التعريف هذا، تونس عمرها ما كانت جمهورية من عهد القرطاجيين، وخاصة في الخمسين سنة الأخرانين لأنو لا بورقيبة اختاروا الشعب ولا بن علي...
إذا كانت الديمقراطية تضمن تكافو الحقوق، فإنو الجمهورية تضمن تكافو الفرص. بطريقة أخرى، في نظام جمهوري ما ثماش طبقة قارة -بالمعنى السوسيولوجي- تحكم وطبقة محكوم عليها. الجمهورية لازمها تضمن أقصى حد من تكافؤ الفرص باش أي مواطن يتولد فيها يكون عندو نفس الحظوظ لتلقي تعليم ذو مستوى و الرعاية الصحية وفرص التشغيل وكل الضروريات اللازمة باش ينجم هو زادة يولي يختارو الشعب لتمثيلو. وباش تعرف هل انو بلاد نظامها جمهوري لازمك تشوف حاجتين : هل الطبقة الحاكمة تم إختيارها وتجديدها من الشعب وإلا موجودة من قبل ولا دخل للشعب في ذلك. وهل يوجد نوع من السوبر-مواطنين، إلي عندهم حقوق و امتيازات أكثر من غيرهم يتوارثوها فيما بينهم.
المنتقـدين متاع النظريّـات التطبيقية لمفهوم الجمهورية يقولو أنو في الواقع ماثماش جمهورية بل أولقارشية، وهي تعني انو الحكم يقعد مابين أفراد معينين وهي غالبا الطبقة الغنيّـة ورجال الأعمال و النخب الثقافية و العلميّـة و عامة الناس عمرها ما تمارس السلطة، والشعب ديما يظهرلو انو عندو الإختيار ولكنو في الواقع ماعندوش برشة إختيار لأنو ما يختارش بين كل مواطنيه و لكن يختار عباد من شريحة معيّـنة. الكلام هذا مهواش غالط و لكنو ماهواش صحيح ميا بالميا. المناصب كيف الرئاسة وإلا الوزارة وإلا قيادة الجيش ماهياش مناصب إلي يجي ينجّـم ياخوها. لازمها مؤهّـلات علمية وتقنيّـة وقيادية باش الواحد ينجم يقدها كما ينبغي، ولازمها زادة إمكانيات مالية باش الناس تنجم تعرف على القليلة انو الشخص المترشح للمنصب هاذا موجود و ينجم وقتها يعرّف بروحو وبمؤهّـلاتو. والشيء هذا ممكن يفسر علاش ديما في الجمهوريات نختارو بين عباد تظهر لا علاقة بأسفل السلم الإجتماعي والطبقات المهمشة. وهذا ما يعيبوه برشة ناس على احزاب كيما آفاق إلي أعضائها يظهروا ياسر بعاد على واقع الشعب التونسي.
ولكن رجل السياسة كيما قال ماكسيموس دسميوس ميريديوس ماهواش رجل من عامة الشعب و لكنو رجل يعمل من أجل الشعب (je ne prétends pas être un homme du peuple, mais un homme pour le peuple) . و باش تتنظم الحكاية هاذي أكثر، تخلقت الأحزاب إلي يكون العمل متاعها بالسياسة وتقدم برامج للناس و كذلك تطلّـع عباد أو رجال سياسة يولّـيو واجهة الحزب وأفكارو باش يختاروهم الناس لمناصب الدولة حسب انسجامهم مع البرامج متاعهم و أفكار الأحزاب هاذي. وباش تكون الجمهورية أقرب ما يكون للطّـرح هذا، لازم الجمهورية توفر كل الظروف اللازمة باش أي مواطن يكون عندو الفرص السانحة لإثبات جدارتو و لنشر أفكارو وبرامجو على الشعب. و لذا التحليل الطبقي لمفهوم الجمهورية والسلطة هو تفسير غير مناسب لأنو مش بالظرورة كي تبدا زوالي وولد الشعب معناها كي تشد الكرسي باش تكون تحس بالشعب وباش ترعالو مصالحو. الفكرة هاذي تطرحت برشة مرات على أساس انو "شباب الثورة" ماهواش في الحكم... ولهنا نحب نذكر الشيوعيين إلي عندهم النّـزعة هاذي انو ستالين كان فقري وولد الشعب والطبقة الكادحة المظلومة وهذا ما منعوش من قمع الشعب و تهميشو و الزيادة على مرمّـتو. وعلاش نمشيو لبعيد؟ هاو عندنا مثال يحتذى به: الطرابلسية كانوا أفقر عباد ربي، زواولة وما في حالهمش... هذا ما منعهمش باش يسيبو الجوع متاعهم و قلة المعروف على شعب بأكمله.
ولكن رجل السياسة كيما قال ماكسيموس دسميوس ميريديوس ماهواش رجل من عامة الشعب و لكنو رجل يعمل من أجل الشعب (je ne prétends pas être un homme du peuple, mais un homme pour le peuple) . و باش تتنظم الحكاية هاذي أكثر، تخلقت الأحزاب إلي يكون العمل متاعها بالسياسة وتقدم برامج للناس و كذلك تطلّـع عباد أو رجال سياسة يولّـيو واجهة الحزب وأفكارو باش يختاروهم الناس لمناصب الدولة حسب انسجامهم مع البرامج متاعهم و أفكار الأحزاب هاذي. وباش تكون الجمهورية أقرب ما يكون للطّـرح هذا، لازم الجمهورية توفر كل الظروف اللازمة باش أي مواطن يكون عندو الفرص السانحة لإثبات جدارتو و لنشر أفكارو وبرامجو على الشعب. و لذا التحليل الطبقي لمفهوم الجمهورية والسلطة هو تفسير غير مناسب لأنو مش بالظرورة كي تبدا زوالي وولد الشعب معناها كي تشد الكرسي باش تكون تحس بالشعب وباش ترعالو مصالحو. الفكرة هاذي تطرحت برشة مرات على أساس انو "شباب الثورة" ماهواش في الحكم... ولهنا نحب نذكر الشيوعيين إلي عندهم النّـزعة هاذي انو ستالين كان فقري وولد الشعب والطبقة الكادحة المظلومة وهذا ما منعوش من قمع الشعب و تهميشو و الزيادة على مرمّـتو. وعلاش نمشيو لبعيد؟ هاو عندنا مثال يحتذى به: الطرابلسية كانوا أفقر عباد ربي، زواولة وما في حالهمش... هذا ما منعهمش باش يسيبو الجوع متاعهم و قلة المعروف على شعب بأكمله.
باهي ! هل نحنا توا في جمهوريّـة ؟ لا! مازلنا راكشين في المدخل متاعها: فؤاد المبزع ما اختاروا حدّ، هيئة الإصلاح السياسي كيف كيف. وزادة ثمة نوع من المواطنين تحسهم فوق الشعب، وهوما رجال الأمن. وهذا وضع إنتقالي، قد ما يقصار قد ما يكون خير، ولذلك نهار إلي نختارو ممثلينا ونهار إلي رجل الأمن يسترجع صفة المواطن كيف أي مواطن آخر و يتعاقب على تجاوزو للسلطة متاعو و إلا للقانون، ونهار إلي العباد الكل تكون عندها نفس الحظوظ باش تروّح من مظاهرة لاباس عليها، مش كيف أمان الله المنصوري إلي رفّـلوه على خاطر كلامو ماعجبش... وقتها تولي عندنا جمهورية بالرسمي.
أمان الله المنصوري - للتذكير - هو مواطن تونسي و أدمين في صفحة الحقائق الخفية وهي من أكبر الصفحات الناشرة للبهامة و الأنتوكس، ويمكن القاسم المشترك الوحيد بيناتي أنا وياه هو اننا نحكيو الزوز بالدارجة التونسية وتولدنا الزوز في هالجمهورية التونسية. أمان الله المنصوري، شُـهر فايسبوكر حر، تشد وترفّـل على خلفية محاولة إعتصام القصبة 3 وتم تحويلو للخدمة العسكرية الإجبارية في حين انو مازال يقرا. و اختلافي الفكري التام معاه لا يمنع انو لازمنا نطالبو بتوقيف الأساليب الرخيصة هاذي إلي تصنع شهداء من ورق وإلي فيها تعسّـف وبهامة كبيرة ياسر. لأنو تأثير السّـيد هذا في الرأي العام باللي باش يكون، باش يكون أقل وقعا كي يبدا مسيب من انو يبدا مربوط، ولأن الأفكار مهما كانت تفاهتها، تولي مزيانة و جديرة بالإهتمام و الفضول في عيون الناس لما يتم قمعها بالقوة. ولذا، و في الذكرى الرابعة والخمسين لإعلان شبه الجمهورية نتوجه بنداء لكل من :
- السلطة المؤقتة : سيّـبو أمان الله المنصوري وكل المعتقلين على خلفية أفكارهم إلي ما تتوافقش مع التمشي متاعكم للإنتقال الديمقراطي. وكان عندكم ما تشدّو عليه من نشر لأخبار زائفة وإلا تشهير، قدّموه للقضاء المدني ووقتها تولّـي حكاية أخرى! أما أساليب الرّافل راهي أساليب ستالينيّـة ما تليقش بثورة.
- الحاكم والجهاز الأمني : تفكّـر إلي إنت مواطن، وطول ماك حاسب روحك فوق المواطن راهو باش تقعد مكروه و منبوذ. أما الفاسدين والمجرمين منكم، فالحساب تحت التوتة، نهار إلي تولي عندنا جمهورية بالرسمي وهذا مش بعيد.
- أخي المواطن : كان حلم الجمهورية هاذا عاجبك وكان تحب العام الجاي نحتفلو لأوّل مرّة بعيد الجمهورية على قاعدة : برّى قيد روحك باش تنتخب، لأنّـو باش تكون عندك جمهورية لازمك تختار شكون يمثّـلك و ياخذلك حقك من إلي ظلمك. وحتى كان مازلت ما تعرفش شكون تحب يمثّـلك فإني متأكد أنك تعرف على الأقل شكون ما تحبش يمثّـلك، وهذا في حدّ ذاتو سبب كافي باش تمشي تنتخب. ولذا ساهلة ياسر: هزّ بطاقة تعريف، برى لأقرب بلديّـة، شد الصف كان لزم ميسالش، شوية سخانة وتتعدى، كلو يهون مقارنة بالعباد إلي ماتت و ضحات في سبيل هالحلمة إلي اسمها جمهوريّـة تونس.
أخي المواطن، بينك وبين الجمهورية بطاقة تعريف، شويّـة سخانة و شوية صف... وتقييدة! وما ضاع حق وراءه طالب.
________________
هذا المقال في إطار حملة توعوية باش الناس تمشي تقيد، لمزيد من المعلومات على الحملة هاذي انقر هنا
![]() |
Photo de jackson Fajjari |
أخي المواطن، بينك وبين الجمهورية بطاقة تعريف، شويّـة سخانة و شوية صف... وتقييدة! وما ضاع حق وراءه طالب.
________________
هذا المقال في إطار حملة توعوية باش الناس تمشي تقيد، لمزيد من المعلومات على الحملة هاذي انقر هنا