السبسي والثوريين : بابا عزيزي وين ماشين ؟

   كان جات الدنيا هاذي تتفسر بمنطق الأشرار والطيبون راهي ولات حكاية ساهلة ياسر من هاك الزمان. لكن ساعات ثمة فرق بين الحق والحكمة (le sage et le juste)  يخلي الناس تاخو مواقف مختلفة من نفس القضية وكل واحد يبدا ماشي في بالو إلي هذاكة هو المطلوب وهذاكا هو إلي لازمو يتعمل، ولذا باش نقدم رأيي الخاص من غير مجاملة، حب من حب، وكره من كرخ!

   باهي، الناس الكل سمعت بالأحداث إلي صارت مؤخرا إبتداء من محاولة الإعتصام بالقصبة و أحداث العنف إلي صارت في منزل بورقيبة وفي سيدي بوزيد وفي الرقاب وباب الجديد ووو ... ولهنا نحب نحلل مواقف العباد الكل دون إستثناء:

.

   السلطة وعلى رأسها عم الباجي قايد السلطة وكي العادة وكي المتوقع، تموقع في مكانه المعهود : هيبة الدولة على حساب كرامة المواطن، بطريقة أخرى : كي يموت بوليس، مستعد باش نوقف كل الأبحاث العدلية إلي تبحث في شكون قتل المواطنين وفي القناصة - هذا كان ثمة أبحاث من أصلو - ونتلها في البحث على إلي قتل رجل الدولة ممثل السلطة وهيبتها. وفي إنتظار إستكمال التحقيقات، شدوا رواحكم بشوية عصابات مفسدين هدفهم زعزعة النظام توجهم أطراف نعرفوها... بالطبيعة الحديث على التجاوزات والأخطاء متاع الجهاز الأمني لا مكان له في قاموس مدرسة  البورقيبية لأنو  الأب عمرو ما يغلط و العين عمرها ما تعلى على الحاجب و الظفر مالازمش يخرج من الجلدة. وهذا تنجمو تلاحظوه بنسب مختلفة عند أبائكم : جاكش مرة بوك وقالك سامحني راني غلطت ؟ أبدا ! يخاف لا يطيح قدرو و يفقد الهيبة متاعو!

   وبالتالي مفهوم هيبة الدولة، هو محور كل السياسات متاع الحكومة الحالية، هو  المعيار باش السلطة تقرر اناهو الإحتجاج المبرر واناهو الإحتجاج الذي يعكر صفو السلم الإجتماعي. وكيما أي راجل زمني وكبير ونرفوزي وما يحملش شكون يلوي العصا في يدو، كي يروح للدار ويلقاها  ماهياش منظمة و داخلة بعضها وممسخة، يبدا يعيط على ولادو و يحملهم المسؤلية الكاملة و تخرج هاك الجمل الفريدة من نوعها من قبيل  :" تحب تقتلني ؟ "، "تقابلتو عليا إنت وخوك باش تمرضوني؟"، "تحبو تدفنوني بالحياة"، "يا أنا يا انتوما"، وينسى بوك الحاج إلي ممكن الدار مهياش منظمة ومريقلة والعشاء ماهواش طايب على خاطر ما خلاش المصروف  وإلا ما شراش اللازم باش يطيب العشاء و باش تكون الدار مريقلة. وبالطبيعة كان الأمور ماهياش على ما يرام راهو بالضرورة ثمة مخطط كامل و مبرمج لإثارة البلبلة، و مش على خاطر كل واحد كرز من شيرتو وإلا حمشوه ياخي بدات الإضطرابات. أبتاه سامحني كان قصيت عليك و لكن: le désordre n'a pas besoin d'un mouvement ordonné pour s'installer

   حكومة السبسي ضعيفة، و مع ذلك تفضل الضعف الخارجي على الضعف الداخلي. بطريقة أخرى، عندها أكثر خبرة في التعامل مع الاحتجاج الشعبي من أنها تتعامل مع الاحتجاج الداخلي إلي لا مفر منه كان باش تاخو خطوات عملية وثورية تستهدف بيها المجرمين في وزارة الداخلية والفاسدين ككل. تفكرو مليح شنوة صار للراجحي وقت إلي صدموا عليه في بيروه ! ثمة نقص في الوقت والإمكانيات ووسع البال باش يرميو المجرمين في الحبس،  و زيد من الفوق هيبة الدولة تفرض عليه الخيار هذا. الخيار متاع انو يظهّـر الدولة و كأنها كتلة متماسكة على فرد نغمة عملا بالمقولة:  أنصر عونك ظالما أو مظلوما!

  في الواقع هذا نوع من العروشية لا أكثر ولا أقل. و تهنّـاو العروشيّـة هاذي موجودة في الشعب التونسي الكل بدرجات مختلفة : الخوانجي عمرو ما يقول انو صاحبو الخوانجي غلط كي إستعمل العنف في الأفريكار. إلي جايبها علماني، عمرو ما يقول انو الحاكم غلط كي ضرب اللاكريموجان في وسط الجامع، الثوري أكثر من اللازم عمرو ما يقول انو صاحبو الثوري غلط كي نشر معلومات كاذبة وإشاعات  يهدف بيها إلى تحريض النّـاس... في أحسن الأحوال يطفّـيو الضو على الغلط... في متوسط الأحوال يحاول يبرّروه.  النهضة عاملة بيان قال شنوّة احنا ضد العنف وبعد عاملة جريدة كاملة على استفزاز المشاعر الدينية.  الجماعة إلي ضد إعتصام القصبة 3 يبرّرو ضربان اللاكريموجان في وسط الجامع بأنو العباد توظّـف في المساجد للسياسة. والحاكم إلي يجي يقلك استفزّونا بالسبّان ياخي فرّقناهم بالقوة.... أما في أتعس الأحوال فإنو هذا النوع من العروشية يدفع العباد إلى رمي مسؤلية الغلط على الطرف المعادي : السلطة تقول مجموعات منظمة وملثمة، الخوانجي يقلك لا هاذوكم تجمعين مركبين لحية... وين المبادئ ؟ وين الصدق في القول والإخلاص في العمل ؟ وين الإسلام فيه حلول عميقة جدااه ؟ وين تونس ليك تونس ليا ؟ الناس الكل تتحمل المسؤليّـة، و لذا زايد عرك الفروخ متاع إنت تتحمل أكثر مني المسؤلية، وإلا هذاكا هو راس الفتلة...

  كي نجيو نشوفو نلقاو إلي أوضاع كيف هاذي، في غياب العقل وفي حضور الإنفعال ما تنجم تفرز كان مزيد من الإستقطاب والثنائيات وكل واحد والدوافع متاعو. الحاجة الباهية ( أو الخايبة زادة) انو الناس إلي صوتهم مشرقع في جميع أرجاء العالم الإفتراضي الكلهم من الشباب المراهق سياسيا، إلي إكتشف السياسة عندو 5  شهر وولات هوايتو الأولى. أمّـا الكبار، وإلي هوما مواطنين كيفناكيفهم ، فماهمش قاعدين يتكلّموا، لاهين في تحصيل الخبزة لأولادهم ابطال الديجيتال باش ينجمو يخلّـصوا حق الكونيكسيون...  ولو كان كل واحد توا يمشي يسأل بوه وإلا امو على رايو في إلي صاير في تونس تاو يتصدم و يحس إلي ماهواش أغلبية  حتى في عايلتو كيما ماشي في بالو. أما الله غالب، الحوار مع الشباب في غياب الكبار والعقلاء ما قعد منو كان التبلبيز والبعد عن الواقعية... والنتيجة شنوة؟ فروخ عمرهم 14 سنة تموت، و شوف عجب ربي، ما يموتوا كان ولاد الزواولة والفقراء... وابطال الثورة من هواة "جام وجو بارتاج" و إلا "نعمل فيديو أعلن فيها أني باعث الثورة وأني صفعت بن علي"  راكشين ما يصيرلهم شيء ! و الكبار، في أغلب الأحيان يبدا ما فيبالهم بشيء من إلي صاير، يخدم ويكلت على جد بوه باش في الأخر يروح ويتصدم ويقولولو ولدك مات بكرتوشة حولة   عندها تراجكتوار حلزونية.

   أنا واحد من الناس مانيش ثوري و عمري ما كنت ثوري ولا مناضل لا قبل و لا بعد بن علي لأنو الحقوق و الحريات يا تمارسها و إلا تنساها، كثر الكلام على الحريات والحقوق زايد. ولكن اليوم، كان يخيروني ما بين انو حتى قناص ما يتشدّ في مقابل انّـو يتوقف العنف ويتنهي مسلسل الموتى إلي عمرهم  14 سنة نوافق من غير شروط. أما الله غالب ما خيّـرونيش، وهاني نتفرج كيفكم على المسرحية سيئة الإخراج متاع كيفاه باش تتعاود سيناريوات كنت نتصوّر انّو الشعب التونسي بأحزابو، بالثوريّـين وبالسلطة متاعو أذكى من انو يدفع في إتجاه اعادتها.

   حبيت نلقى تفسير للعباد الثورية هاذي إلي ما تترددش باش تنتهج التضليل، الكذب، المزايدة، التهويل باش تحرض الناس على الخروج للشارع. ممكن ياسر غايضتهم كيفاه التحرك الشّـعبي الأول إلي انتهى بهروب بن علي كان من غير قيادة وما صنعـلناش قائد الثورة. هروب بن علي فاجأهم، ياخي قالوا هاو فرصة توة نعاوودها ونوليو الربوبة وقادة الثورة و نكونو نحنا القادة، كيف ياسين العياري إلي طلع البارح بحكاية من الحيط يقول فيها انو قرر كشف سر كان باش يخليه لحفّـار قبرو والغاية من الكشف متاعو للحقائق في الوقت هذا بالذات  هو منع رشيد عمار من إعلان البيان رقم واحد ... سي ياسين، المخطط متاعك نجح، رشيد عمار تراجع عن إعلان البيان رقم واحد بعد سماعه لتصريحاتكم النارية، و لا يسعني من موقعي هذا إلا أن اشكر باعث الثورة ياسين العياري على التدخل متاعو باش ينقذ الثورة مرة أخرى من إلتفاف آخر تصدى له هو ببراعة صحبة رفاق بررة!

   ممكن زادة هالثورية الزايدة والمفرطة جاية من انو ثمة عباد عندها فكر وايديولوجية  معينة، قعدت مكرزة كيفاه لقات رواحها تقسم في ثمار الثورة مع عباد هوما ما يحملوهمش... عادة هاو نوليو نعملوا القصبة 3 و نعلنو ثورة أخرى صافية من الأعداء حتى كان  أكثر العباد ماهياش موافقة، وإلي ما يتبعناش خائن وتجمعي ومع الدكتاتورية... بطريقة أخرى : أنا ثوري زبور، أما ماذبيا نكون الزبور الوحيد !

   ثمة زادة نو آخر من الثوريين الجدد كانت تطحّـن لبن علي كيف سي لا نفاق متاع كورة تونس،  إلي في ليلة 13 جانفي كاتب " ليس من مصلحة تونس تغيير الرئيس الآن" وكي تغدر بهروب رئيسه المفدى قرر انو يغسل الذنوب متاعو بالدعوة إلى الثورة، وديما يزيد على العباد ثماش ما ينساو ماضيه التافه.

   وثمة زادة عباد ثوريّـة من النهار إلي تولدت فيه. الهدف من الثورة عندهم هو الثّـورة نفسها! معناها كي يوفى الإحتجاج يكرزو، يحسّـو  روحهم بدون فائدة، و لذا سياسة المراحل هذي كفر في قاموسهم، ولازم المطالب الكل تتحقق الآن مهما كلّـف ذلك من مزيد تأزيم للوضع و مهما كانت المطالب هاذي متناقضة عمليّـا. كيف بعض العباد إلي تنادي باسقاط حكومة صلوحيتها  القانونية إلي تبقات أقل من صلوحية كعبة دانات، وتندد في نفس الوقت بمشروع خيالي لتأجيل الإنتخابات. السلاح متاعهم هو الثنائيّـة القطرية متاع الأشرار والطيّـبون ونظريات المؤامرة وحكومة الظل و خاصة تحميل السلطة كل المسؤوليّـة في أي حاجة تحدث: القضاة باهين ولكن السلطة ما تحبهمش مستقلين، الإعلام كفء ولكن حكومة الظل...

   باهي نرجعو للواقع متاعنا، أنا الحل إلي نراه يكلف أقل أرواح وأقل تشنّـج هو الذهاب إلى إنتخابات، تقوم على اثرها سلطة  منتخبة تكون عندها الشرعيّـة الغير قابلة للنقاش باش تحاسب المجرمين، وتكون من إختيار الشعب باش ما يقعدش كل مرة يطلعلنا فرطاس قال شنوة هيئة بن عاشور غير شرعيّـة ولازمنا نعيدو هيكلتها باش في الأخير تقعد ديما هيئة من غير شرعيّـة إنتخابية. الله غالب، عندنا حكومة ضعيفة وعاجزة عن إتخاذ خطوات غير قابلة للإرباك من الأعوان الفاسدين متاعها. تفكروا مليح الراجحي وقت إلي بدا بإعادة هيكلة الداخلية كيفاه قامت عليه حملة تحت شعار "لا زال القمع متواصلا" و الحملة هاذي ساندوها أغلبية الثوريين من جميع الأصناف لدرجة انو تنحيتو ولات حكاية ساهلة ياسر، وبعد رجعت نفس العباد هاذي تتباكى وتنادي بإرجاع الراجحي على رأس وزارة الداخلية. أكثر العباد إلي جايبتها فايقة بالوضع هي نفسها أكثر الناس القابلة للمانيبولاتيون وللدمغجة لأنهم ما يخمموش بعقل وانما بإندفاع. وحتى كان تحقيق "أهداف الثورة" والعدالة هو الهدف متاعهم  فإنو  ينقصهم برشة نضج قانوني وسياسي، وتعوزهم الحكمة... وساعات تطيح بأشكال تقعد باهت في مستوى البهامة إلي ينجمو يخرجوها. كيف أدمين  الصفحة متاع تونس_ Tunsisie و شلتو متاع الحقائق الخفية إلي لاعبينها فايقين بالطرح قال شنوة حكومة الظل تشّـن في حملة إعلامية على السبسي على خاطر ماعادش حاجتهم بيه ويحبو يبدلوه... وفي نفس الوقت يحرضو في العباد على الخروج في  مظاهرة تنادي  بإسقاط السبسي ... توا إنت جعبة وحلّـبت بالمؤامرة، وبهيم لدرجة أنك تعمل كل شيء باش تنجح المؤامرة هاذي ؟

    في الختام،  نحب نعاود  نذكر انو العدو الحقيقي للعدالة مهواش طول المدة، وانما النسيان. نمشيو ننتخبو، يجيو جماعة يكونو مختارين من الشعب و إلي عندو حق تاو ياخذو. غير بركا إنتخب  السيد إلي باش ياخولك حقك ويحافضلك عليه على خاطر الحكومة الحالية هدفها الحفاظ على أجهزة الدولة أكثر من الحفاظ على حياة المواطن وأمنه وحقوقه. أما الثورجيين هاذم إلي بالكذب وبالمزايدة يحبو يقيمو فيها ثورة جديدة و يكونو  الزواولة و المهمشين أكثر المتضررين منها  في حين أنهم هوما راكشين في الدار قدام الحاسوب العائلي متاعهم فنحب نذكّـرهم انّـو مش أي واحد يعيط باسقاط النظام  معناها راهو باش يجيب نظام خير منو. الأمور تنجم تتحسّـن بسهولة ولكن بالشويّـة و انجمو نتجنبو الوقوع في كلاسيكية الثنائيات متاع الأخيار والأشرار. الحكومة عندها حق كي تكرز عندما يمتولها أعوانها، الثوريين عندهم حق كي يكرزو على عدم تقديم القنّـاصة للعدالة، وأنا عندي الحق كي نكرز على الوضع إلي كل واحد يبدا يبرر في الهجوم والعنف على الآخر، الحكومة إلي تبرر في القمع و البلابزية إلي يبررو في حرقان المراكز... ولذا يزينا من العروشية السياسية! امشي إنتخب و يزي بلا تشعيل للجو يا ثوري، وفّـر الظروف اللازمة للإنتخابات  ويزي بلا قمع ولغة العصابات الملثّـمة يا حاج !