mardi 26 juillet 2011

أخي المواطن، بينك وبين الجمهورية بطاقة تعريف، شوية سخانة و شوية صف... وتقييدة!

   عيد الجمهورية، نهار من النهارات إلي كان - وممكن مازال -  ما يعني شيء لعامّـة التوانسة، وهو في الحقيقة نهار عندو رمزيّـة كبيرة. نهار تم فيه الإنتقال و لو صوريّـا من نظام ملكي أي نظام البايات، إلى نظام جمهوري. و بما انو من ضمن الأهداف إلي تحققت في الثورة هاذي هي إسترجاع الرموز الوطنية، كيف العلم والنشيد الرسمي والمواطنة فإنو مافيها باس كان نسترجعو معنى الجمهورية من جملة الحاجات إلي تسرقت و غارو عليها التجمّـعيين الي تنكّـرو توّة في ثوب الدستوريين، و خربوا الجمهورية وما خلو حد يقول كلمة معاهم  بتعلّـة أنهم هم من خلّـص البلاد من الإستعمار وهاك اللوغة إلي بدات بمنطق شدوني لا ندوخ عليكم ووفات بمنطق سكّـر فمك و احمد ربي إلي إنت عايش.

   باهي، آش معناها الجمهورية؟ الجمهورية بكل بساطة هو نظام حكم يختار فيه الشعب ممثّـليه على عكس أنظمة أخرى يكون فيها الحاكم فارض الشرعية متاعو يا بالوراثة كيما في الأنظمة الملكية وإلا بالدين كيما في الدولة الدينية وإلا بقوة السلاح كيما في الأنظمة العسكريّـة (على فكرة التعريف هذا أثار حوار مهم ما بيني  أنا و عزيز عمامي تلقاوه منشور في التعليق الثاني المصاحب للتدوينة هاذي). مفهوم الجمهورية في المطلق حاجة باهية و مثالية و في الحقيقة ماهواش جديد ويرجع لعهد الإغريق من زمان جمهورية أفلاطون ولكن تطبيقو و تفعيلو على أرض الميدان هو إلي يعمل الفارق. مفهوم الجمهورية ينجر عنو مفهوم المواطنة إلي يربط أفراد الشعب، على عكس مفهوم الرعية إلي يكون مربوط بالأنظمة الملكية. حسب التعريف هذا، تونس عمرها ما كانت جمهورية من عهد القرطاجيين، وخاصة في الخمسين سنة الأخرانين لأنو لا بورقيبة اختاروا الشعب ولا بن علي... 

   إذا كانت الديمقراطية تضمن تكافو الحقوق، فإنو الجمهورية تضمن تكافو الفرص. بطريقة أخرى، في نظام جمهوري ما ثماش طبقة قارة -بالمعنى السوسيولوجي- تحكم وطبقة محكوم عليها. الجمهورية لازمها تضمن أقصى حد من تكافؤ الفرص باش أي مواطن يتولد فيها يكون عندو نفس الحظوظ لتلقي تعليم ذو مستوى و الرعاية الصحية وفرص التشغيل  وكل الضروريات اللازمة  باش ينجم هو زادة يولي يختارو الشعب لتمثيلو. وباش تعرف هل انو بلاد نظامها جمهوري لازمك تشوف حاجتين : هل الطبقة الحاكمة تم إختيارها وتجديدها من الشعب وإلا موجودة من قبل ولا دخل للشعب في ذلك. وهل يوجد نوع من السوبر-مواطنين، إلي عندهم حقوق و امتيازات أكثر من غيرهم يتوارثوها فيما بينهم.

   المنتقـدين متاع النظريّـات التطبيقية لمفهوم الجمهورية يقولو أنو في الواقع ماثماش جمهورية بل أولقارشية، وهي تعني انو الحكم يقعد مابين أفراد معينين وهي غالبا الطبقة الغنيّـة ورجال الأعمال و النخب الثقافية و العلميّـة و عامة الناس  عمرها  ما تمارس السلطة، والشعب ديما يظهرلو انو عندو الإختيار ولكنو  في الواقع ماعندوش برشة إختيار لأنو ما يختارش بين كل مواطنيه و لكن يختار عباد من شريحة معيّـنة. الكلام هذا مهواش غالط و لكنو ماهواش صحيح ميا بالميا. المناصب كيف الرئاسة وإلا الوزارة وإلا قيادة الجيش ماهياش مناصب إلي يجي ينجّـم ياخوها. لازمها مؤهّـلات علمية وتقنيّـة وقيادية باش الواحد ينجم يقدها كما ينبغي، ولازمها زادة إمكانيات مالية باش الناس تنجم تعرف على القليلة انو الشخص المترشح للمنصب هاذا موجود و ينجم وقتها يعرّف بروحو وبمؤهّـلاتو. والشيء هذا ممكن يفسر علاش ديما في الجمهوريات نختارو بين عباد تظهر لا علاقة بأسفل السلم الإجتماعي والطبقات المهمشة. وهذا ما يعيبوه برشة ناس على احزاب كيما آفاق إلي أعضائها يظهروا ياسر بعاد على واقع الشعب التونسي.

   ولكن رجل السياسة كيما قال ماكسيموس دسميوس ميريديوس ماهواش رجل من عامة الشعب و لكنو رجل يعمل من أجل الشعب (je ne prétends pas être un homme du peuple, mais un homme pour le peuple) . و باش تتنظم الحكاية هاذي أكثر،  تخلقت الأحزاب إلي يكون العمل  متاعها بالسياسة وتقدم برامج للناس و كذلك تطلّـع عباد أو رجال سياسة يولّـيو واجهة الحزب وأفكارو  باش يختاروهم الناس لمناصب الدولة  حسب انسجامهم مع البرامج متاعهم و أفكار الأحزاب هاذي. وباش تكون الجمهورية أقرب ما يكون للطّـرح هذا، لازم الجمهورية توفر كل الظروف اللازمة باش أي مواطن يكون عندو الفرص السانحة لإثبات جدارتو و لنشر أفكارو وبرامجو على الشعب. و لذا التحليل الطبقي لمفهوم الجمهورية والسلطة هو  تفسير غير مناسب  لأنو مش بالظرورة كي تبدا زوالي  وولد الشعب معناها كي تشد الكرسي باش تكون تحس بالشعب وباش ترعالو مصالحو.  الفكرة هاذي تطرحت برشة مرات على أساس انو "شباب الثورة" ماهواش في الحكم... ولهنا نحب نذكر الشيوعيين إلي عندهم النّـزعة هاذي  انو ستالين كان فقري وولد الشعب والطبقة الكادحة المظلومة وهذا ما منعوش من قمع الشعب و تهميشو و الزيادة على مرمّـتو. وعلاش نمشيو لبعيد؟ هاو عندنا مثال يحتذى به: الطرابلسية كانوا أفقر عباد ربي، زواولة وما في حالهمش... هذا ما منعهمش باش يسيبو الجوع متاعهم و قلة المعروف على شعب بأكمله.

   باهي ! هل  نحنا توا في جمهوريّـة ؟ لا! مازلنا راكشين في المدخل متاعها:  فؤاد المبزع ما اختاروا حدّ، هيئة الإصلاح السياسي كيف كيف. وزادة  ثمة نوع من المواطنين تحسهم  فوق الشعب، وهوما رجال الأمن. وهذا وضع إنتقالي، قد ما يقصار قد ما يكون خير، ولذلك  نهار إلي نختارو ممثلينا ونهار إلي رجل الأمن يسترجع صفة المواطن كيف أي مواطن آخر و يتعاقب على تجاوزو للسلطة متاعو و إلا للقانون، ونهار إلي العباد الكل تكون عندها نفس الحظوظ باش تروّح من مظاهرة لاباس عليها، مش كيف أمان الله المنصوري إلي رفّـلوه على خاطر كلامو ماعجبش... وقتها تولي عندنا جمهورية بالرسمي.

   أمان الله المنصوري - للتذكير - هو مواطن تونسي و أدمين في صفحة الحقائق الخفية وهي من أكبر الصفحات الناشرة للبهامة و الأنتوكس، ويمكن القاسم المشترك الوحيد بيناتي أنا وياه هو اننا نحكيو الزوز بالدارجة التونسية وتولدنا الزوز في هالجمهورية التونسية. أمان الله المنصوري، شُـهر فايسبوكر حر، تشد وترفّـل على خلفية محاولة إعتصام القصبة 3 وتم تحويلو للخدمة العسكرية الإجبارية في حين انو مازال يقرا. و اختلافي الفكري التام معاه لا يمنع انو لازمنا نطالبو بتوقيف الأساليب الرخيصة هاذي إلي تصنع شهداء من ورق وإلي فيها تعسّـف وبهامة كبيرة ياسر. لأنو تأثير السّـيد هذا في الرأي العام باللي باش يكون، باش يكون أقل وقعا كي يبدا مسيب من انو يبدا مربوط، ولأن الأفكار مهما كانت تفاهتها، تولي مزيانة و جديرة بالإهتمام و الفضول في عيون الناس لما يتم قمعها بالقوة. ولذا، و في الذكرى الرابعة والخمسين لإعلان شبه الجمهورية نتوجه بنداء لكل من :
- السلطة المؤقتة : سيّـبو أمان الله المنصوري وكل المعتقلين على خلفية أفكارهم إلي ما تتوافقش مع التمشي متاعكم للإنتقال الديمقراطي. وكان عندكم ما تشدّو عليه من نشر لأخبار زائفة وإلا تشهير، قدّموه للقضاء المدني ووقتها تولّـي حكاية أخرى! أما أساليب الرّافل راهي أساليب ستالينيّـة  ما تليقش بثورة.
- الحاكم والجهاز الأمني : تفكّـر إلي إنت مواطن، وطول ماك حاسب روحك فوق المواطن راهو باش تقعد مكروه و منبوذ. أما الفاسدين والمجرمين منكم، فالحساب تحت التوتة، نهار إلي تولي عندنا جمهورية بالرسمي وهذا مش بعيد.
- أخي المواطن : كان حلم الجمهورية هاذا عاجبك وكان تحب العام الجاي نحتفلو لأوّل مرّة بعيد الجمهورية على قاعدة : برّى قيد روحك باش تنتخب، لأنّـو  باش تكون عندك جمهورية لازمك تختار شكون يمثّـلك و ياخذلك حقك من إلي ظلمك. وحتى كان مازلت ما تعرفش شكون تحب يمثّـلك فإني متأكد أنك تعرف على الأقل شكون ما تحبش يمثّـلك، وهذا في حدّ ذاتو سبب كافي باش تمشي تنتخب. ولذا ساهلة ياسر: هزّ بطاقة تعريف، برى لأقرب بلديّـة، شد الصف كان لزم ميسالش، شوية سخانة وتتعدى، كلو يهون مقارنة بالعباد إلي ماتت و ضحات في سبيل هالحلمة إلي اسمها جمهوريّـة تونس.

Photo de jackson Fajjari

   أخي المواطن، بينك وبين الجمهورية بطاقة تعريف، شويّـة سخانة و شوية صف... وتقييدة! وما ضاع حق وراءه طالب.

________________
   هذا المقال في إطار حملة توعوية باش الناس تمشي تقيد، لمزيد من المعلومات على الحملة هاذي انقر هنا

5 commentaires:

  1. لطرابلسية كانوا أفقر عباد ربي، زواولة وما في حالهمش... هذا ما منعهمش باش يسيبو الجوع متاعهم و قلة المعروف على شعب بأكمله. Pas mieux comme example. Bravo excellent comme d'hab

    RépondreSupprimer
  2. Je me permets de publier une discussion que je juge pertinente autour de ce sujet que j'ai eue avec Azyz Amami en privé:

    Azyz:

    " الجمهورية بكل بساطة هو نظام حكم يختار فيه الشعب ممثّـليه " .... علاه تبلفط في العباد باللا هي؟؟؟؟ و إلا دواعي البروباقاندا؟؟ زعمة بش نكتبها ع المير متاعك، أما منيكة نكسرلك خدمتك :) ... بصحتك ماكش من الأعداء ... أما راهي تبلفيطة، الجمهورية نظام فيه السلطة في يد مجموعة معينة و الا منتخبة و الا مختارة، و تنجم تتركز السلط في يد قائد جمهورية لمدة زمنية معينة، يستمد فيها شرعيتو من اعلان الطابع الجمهوري للدولة ، مش من الإله و الا الدم و الا السلاح ... من غير قحب بالله

    ------------
    Astrath Istrath 26 juillet, 16:24
    على عكس أنظمة أخرى يكون فيها الحاكم فارض روحو يا بالوراثة كيما في الأنظمة الملكية وإلا بقوة السلاح كيما في الأنظمة العسكريّـة

    Il me semblait que j'avais précisé la nuance :D
    ----------

    Azyz Amami 26 juillet, 16:24 Signaler
    الديكلاراسيون سيدي خويا هي المغلوطة
    ------------


    Astrath Istrath 26 juillet, 16:29
    Je vais le rectifier! ceci dit, cette nuance est peu significative à mon avis, nonobstant pertinente vu la différence ente démocratie et la république.
    ------------

    Azyz Amami 26 juillet, 16:29 Signaler
    Une république est une forme de gouvernement dans laquelle les gouvernants sont désignés par l'élection du peuple, ou d'une partie de celui-ci.
    et le second cas est de loin majoritaire depuis le début de l'expérience républicaine. Conseils, Assemblée, Sénat, et d'autres formes de majaless 5assa (oligarquie) ... en plus, le concept de "citoyenneté" est un concept exclusif. Le citoyen se définit par rapport à "celui qui n'est pas citoyen" , c'est le négatif qui est défini et le positif est contruit à partir de celà.
    Désolé pr avoir mené la discussion en privé, mais je considère que ces sujets et ces discussions sont des affaires entre "gens avertis". Les amener en public, induit facilement les ignorants à faire du poudjadisme. Le questionnement de la forme prépondérante de la République, et sa critique, sur un plan épistémologique, ne veut pas dire que l'on s'y oppose. Et expliquer celà me cassera les couilles :)

    ------------
    Azyz Amami 26 juillet, 16:30 Signaler
    (la première phrase je l'ai prise de wikipedia) , je te conseille de ne pas rectifier :)

    -----------
    Astrath Istrath 26 juillet, 16:31
    tu vois, le travail de vulgarisation et de simplification n'est pas aussi évident que ca!
    Azyz Amami 26 juillet, 16:32 Signaler
    oui. L'article que j'avais publié l'année dernière sur la république, est aussi imbibé de petits artefacts que j'ai dû négliger.
    Azyz Amami 26 juillet, 16:33 Signaler
    Putain, la critique de la forme républicaine (au sens kantien de critique) me tente énormément!!! ça doit se faire un jour : partant??

    -------------
    Astrath Istrath 26 juillet, 16:35
    en fait le correctif du modèle républicain n'est pas évident dans la couche basique qui donne la légitimité au pouvoir, mais dans la couche au dessus qui présente une autre lecture de la démocratie.

    Le modèle le plus répandu est le modèle de démocratie représentative. alors que le modèle le plus parfait est la démocratie participative.

    -------------
    Azyz Amami 26 juillet, 16:37 Signaler
    Là dessus on est presque d'accord. La démocratie directe est le modèle le plus parfait, la démocratie participative est le modèle le plus optimal, pragmatique et réalisable. Mais il faut qu'on re-pense ses petits détails, et que l'on fait le nettoyage du jargon marxisé.

    RépondreSupprimer
  3. تدوينة حلوة كيف االعادة ,ركزت برشة على إظهار قيم النظام الجمهوري وعلاش يلزمنا نعتمدو هذا النظام الي بإمكانو يضمن للناس تكافؤ الحقوق والفرص وخاصة الواجبات والمساواة أمام القانون ,أما ما ركزت حتى طرف على تعريف النظام الجمهوري القائم اساسا على مبدأ التفريق بين السلط , يظهرلي بخصوص هذا المبدأ عندك برشة ما تقول يا أستاذ

    RépondreSupprimer
  4. النظام الجمهوري لا يعني التفريق بين السلط! هذيكا فلسفة الحكم. النظام الجمهوري يعني أن شرعية السلطة متأتية من الجمهور إلي اختاروا! وفقط. هذا في التعريف القانوني.

    RépondreSupprimer
  5. متفق معاك إلي النظام الجمهوري يعني أن شرعيّة السلطة متأتية من الجمهور ( شكونو هل الجمهور ؟؟ ؟؟؟ واحد زوالي وإلا لاباس عليه وإلا ولد فاميليا وإلا من العسكر ) لكن سيدي خويا اليوم كيف ترى أغلبية بلدان العالم تعتمد النظام الجمهوري ، السؤال إولي مطروح ، شنوة الفرق ما بيناتها ، علاش بلدان أمورها في الديمفراطيّة عال العال في حين بلدان أخرى تاعبة في هذا المجال رغم إلي هي زادة تعتمد النظام الجمهوري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    RépondreSupprimer

إجتنب قدر الإمكان السبان خويا وإلا أختي الفاضلة، قد ما يكون دمك بارد قد ما تكون مقنع و تسمعك العباد ! وكان تعمل مزية حاول كي تعلق إختار لروحك إسم مستعار! كي يكثر الآنونيم ما عاد نفهمو شي !